تبدو احتجاجات السويداء تحدياً غير مسبوق للنظام السوري، ذلك أن معارضة الأقلية الدرزية تمثّل انقلاباً على تكتيكات النظام الذي حمل خطاب "تخويف" موجّه للأقليات مفاده: أن "خطراً وجودياً قد يحدق بها في حال خسر النظام السلطة".
تستطلع "العربي الجديد"، في هذه المساحة، آراءَ عدد من الكتَّاب والباحثين والفنّانين السوريّين حول حَراك مدينة السويداء بالجنوب السوري، ذلك الذي يُذكّرنا باللحظة الاُولى للثورة السورية.
قد تفضي النقاشات السياسية المفتوحة في مدينة السويداء في جنوب سورية إلى إفراز شكل تنسيقي يمثل الحراك الجاري حاليا، لكن الحديث عن جسم سياسي جديد مستقل عن المعارضة المكرّسة ليس بهذه السهولة؛ فمتظاهرو السويداء يرفعون مطالب عامة هي لكل السوريين.
أجرى النائب الأميركي الجمهوري فرينش هيل اتصالاً مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، للاستفسار عن حراك السويداء ضد نظام الأسد، ما عدّ مؤشراً مهماً وبداية اهتمام أميركي بهذا الحراك.
انضمت إلى ساحة الكرامة، وسط مدينة السويداء، وفود من أهالي قرى وبلدات في ريف المحافظة، وألقى المحتجون بياناً صادراً عن الهيئات السياسية بالتنسيق مع الشيخ الروحي للطائفة الدرزية حكمت الهجري، هاجموا فيه النظام، واعتبروه مسؤولاً عن بيع خيرات البلاد
بدأ النظام السوري محاولات لترهيب المتظاهرين في السويداء، عبر تحليق طائرات حربية على ارتفاع متوسط فوق المحافظة، فيما برز الدور الذي تؤديه قوى سياسية وفصائل قديمة وأخرى جديدة في الحراك.
حلّقت طائرات حربية تابعة للنظام على ارتفاعات متوسطة في سماء محافظة السويداء، جنوب سورية، بعد ليلة شهدت إطلاق قذائف على مبنى فرع حزب "البعث" بالمدينة، في حدث غير مسبوق، يعتقد نشطاء وصحافيون أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام تقف وراءه.
دعا الشيخ الروحي للطائفة الدرزية في محافظة السويداء، جنوبي سورية، حكمت الهجري، إلى مواصلة الاحتجاجات ضد النظام السوري، محذراً من خطط النظام لجر المحافظة إلى العنف، وذلك بعد تسجيل إصابات في حادث إطلاق النار على المحتجين صباح اليوم.
أطلقت عناصر مسلحة متمركزة على أسطح فرع "حزب البعث" في السويداء جنوبي سورية، النار، اليوم الأربعاء، على مجموعة من المتظاهرين السلميين أثناء توجههم برفقة رجال دين إلى مبنى فرع الحزب، بعد ورود معلومات عن دخول الموظفين إليه.
يدرك النظام السوري جيداً أنّ لانتفاضة الدروز معنى خاصاً، لأنها انتفاضة أقلية علمانية مسالمة، لا تشكل تهديداً لأيّ طائفةٍ أخرى، لذا لا توجد مؤامرة كونية يمكن إلصاقها بها لإبادتها، في وقتٍ يفقد فيه تدريجياً سيطرته على سورية المفيدة.