يعكس اختيار أشخاص محددين، ليصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عفواً عنهم، الغلبة المطلقة للتحريات الأمنية على الاعتبارات القانونية، وتعمّد عدم الإفراج عن شخصيات مشهورة أو ذات باع في معارضة النظام علناً.
لم تكف كل الإجراءات الظالمة بحق المعارضين السياسيين في مصر، النظام الذي يلجأ للانتقام من هؤلاء عبر ملاحقتهم حتى بعد قضاء عقوباتهم في السجن، وذلك عبر التدابير الاحترازية والمراقبة الشرطية التي تقيّد حريتهم وتمنحهم في الواقع نصف إفراج
كشف تقرير للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في مصر، أن الأشهر الثلاثة الأُولى من 2019، شهدت 6 محاكمات عسكرية مثُل فيها 1638 مدنياً، فضلاً عن صدور 5 أحكام بالإعدام ضد 24 متهماً.
أصدر النائب العام المصري، المستشار نبيل صادق، قراراً غير مُعلن بمنع زيارة المعتقلين السياسيين في سجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية، وسجن طرة شديد الحراسة، وملحق مزرعة طرة، جنوبي القاهرة.
أعلنت الأكاديمية المصرية ليلى سويف، والدة الناشط السياسي المعتقل في سجن طرة، علاء عبد الفتاح، من خلال رسالة لها، قرار الأسرة بالاعتصام أمام بوابات السجن، اعتراضا على منعهم من الزيارة، لليوم الرابع على التوالي.
أعلنت الناشطة السياسية منى سيف، شقيقة المعتقل السياسي علاء عبد الفتاح، عبْر حسابها الخاص على "فيسبوك"، أن السلطات المصرية تمنع الزيارات عن عدد من المعتقلين السياسيين، بينهم شقيقها وآخرون أعلنوا إضرابهم عن الطعام بالذكرى الثامنة لثورة 25 يناير.
بعد ثماني سنوات على ثورة يناير في مصر، يقبع الكثير من رموزها في السجون أو يعيشون في الخارج، فيما يقتصر نشاط آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ليغيب مطلب الحرية بين السجون والمنافي.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
العربي الجديد
25 يناير 2019
بدر شافعي
كاتب وباحث مصري، يحمل الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، له كتابان عن تسوية الصراعات في إفريقيا، وعن دور شركات الأمن في الصراعات.
يطرح الوضع المعقد في مصر على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، مجموعة من التساؤلات، منها: هل تستطيع القوى المعارضة التحرك في يناير/ كانون الثاني الجاري، لا سيما في ظل الحديث عن التعديلات الدستورية التي يعارضها كل أطيافه في الداخل والخارج؟