في الوقت الذي يخوض فيه اقتصاد العالم معركة شرسة ضد خسائر حرب أوكرانيا والتضخم وزيادة سعر الفائدة على الدولار وتعطل سلاسل الامدادات، نجد أن الولايات المتحدة تشعل حريقاً آخر عبر إصرار رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، زيارة تايوان.
تتدفق هذه الأيام مليارات الدولارات على خزائن دول الخليج وصناديقها السيادية واحتياطياتها من النقد الأجنبي، ولمَ لا؟ فأسعار النفط والغاز الطبيعي تشهد قفزات وارتفاعات غير مسبوقة، وطلبا متزايدا مقابل عرض أقل في الأسواق خصوصا من قبل روسيا.
السؤال هنا: لمَ التغير المفاجئ في مواقف السعودية وكبار المنتجين تجاه ضغوط بايدن الخاصة بزيادة الإنتاج النفطي، وهل تغير الموقف بشكل مفاجئ يأتي على خلفية محاولات الرياض إصلاح العلاقات المتوترة مع واشنطن، وتماهيا مع بوادر التحسن في العلاقات؟
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، يحيى السريع، اليوم الجمعة، قصف أهداف حيوية وهامة في مناطق جيزان والظهران وأبها وخميس مشيط بأعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية، وأكد استهداف مصفاة رأس تنورة ومصفاة رابغ النفطية بأعداد كبيرة من الطائرات.
هل تستخدم دول الخليج مليارات الطفرة النفطية في تمويل الثورات المضادة ودعم الانقلابات العسكرية في المنطقة، وإجهاض أحلام الشعوب العربية في العيش بحرية وكرامة، وشراء أسلحة بهدف كسب ولاءات الأنظمة الغربية، خاصة من الولايات المتحدة؟
دول الخليج وروسيا والدول النفطية تنظر للارتفاع الحالي في أسعار النفط على أنه فرصة ذهبية قد لا تتكرر لحصد الثروات الضخمة وإعادة تكوين احتياطياتها من النقد الأجنبي التي فقدت مئات المليارات خلال جائحة كورونا، وقبلها خلال الحرب النفطية.
سيبحث "المؤتمر الإقليمي"، المتوقع أن يعقد في بغداد نهاية أغسطس/آب الحالي، أمن المنطقة واستقرارها سياسياً، وسبل تطوير التعاون الأمن وتبادل المعلومات، إلا أن الأنظار تتركز حول ما إذا كان سيشهد عقد لقاء ثنائي بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين.
البلد النفطي العائم على آبار ضخمة بات يعاني الفقر المدقع والبطالة المتفاقمة وانتشار العشوائيات وتدهور البنية التحتية، وأن ملايين الأسر تجد صعوبة في الحصول على وجبة غذاء واحدة في اليوم، وأن 10% من العراقيين لا يمتلكون طعاماً يكفيهم.
بإصرار حكام أبوظبي والمنامة على تثبيت أنّ ما بات يجمعهم بإسرائيل هو معاهدات سلام، فإنهم يقدمون مساهمة مفاهيمية غير مسبوقة لسلام ينشأ بلا حروب ولا عِداء. فالدولتان الخليجيتان لم يسبق لهما أن اقتربتا من الاشتباك مع إسرائيل، لا مباشرة ولا بالواسطة.
مع تعمق الأزمة المالية الخليجية، فإنها ستترك تأثيرات عميقة، على المواطن الخليجي نفسه، وعلى المساعدات الخارجية التي تقدمها دول الخليج للخارج، وربما على حرب اليمن وتمويل بعض بلدان الخليج للثورات المضادة في المنطقة.