مصعب أبو توهة

مصعب أبو توهة

شاعر من فلسطين

مقالات أخرى

ها هو يحطُّ في الصندوق القديم/ يشمُّ رائحةَ الصدأ تدغدغه بعضُ أوراق خريف/ تحتمي من الثلج ومن هواءٍ يخدش ملابسها الجافة/ الظرفُ ينتظر من يفتحه/ هو نفسُه يريد أن يقرأ ما بداخله وبأي لغة يتكلم قلبه.

28 ديسمبر 2022

آخر شيء لاحظته قبل الدخول إلى نقطة التفتيش، جدارٌ إسمنتي ضخم يُحيط بالمكان. برجُ مراقبة عسكري يُطلّ على مزارعين في الجهة الفلسطينية. بدا لي أنّهم يحصدون البطاطا أو الجزر. البرج يطلق قنابل دُخان تجاههم، وخطّ وهميّ يمنع المزارعين من الاقتراب منه.

27 سبتمبر 2022

الظرف ينتظر مَن يفتحه/ هو نفسه يريد أن يقرأ ما بداخله وبأيّ لغة يتكلّم قلبه/ وأيّ يَدَين ستفتحه. هل هما ناعمتان؟/ أم شقّقهما طين الأرض؟ مَن يدري/ لربما ستفتحه يدٌ واحدة/ فاليد الأخرى قد يكون أوصلها الساعي-القذيفة/ إلى منبتها في الحرب الأخيرة.

20 سبتمبر 2022

سيخبرني شقيقي أنّ زوجته تعتقد أنّ الصرصار إذا وقع على يدٍ مُحنّاة، فإنّ عليها أن تضربَ الصرصار بحجر أو نعلٍ لمدّة لا تقلّ عن ساعة وتسعَ عشرة دقيقة، وهي المدّة التي تستغرق القارئ العادي لقراءة رواية كافكا "المسخ/ التحوّل".

11 يوليو 2022

أحرّك الضوء في نواحي الغرفة، لكن لا يوجد أحد. ألاحظ أنّ هناك علّاقة ملابس موضوعة على السرير. لا أذكر أني تركت علّاقةً على السرير قبل أن أخرج. أقف قبالة المرآة، لكنّها لا تعكس صورتي. فجأة يخرج من خلف الستارة شخصٌ، لا أميِّزه جيداً.

02 يوليو 2022

"ما زلتُ أسمع ذلك الصوت/ حتى في قبري"/ يقول حسين/ ذلك ليس صوت الغرير/ هو صوتك طفلاً/ تاه في البرية/ لمّا تركتَهُ ثلاثين سنة يرعى بين الضواري/ وبين أسلاكٍ شائكة بناها الصدأ/ على الحجارة/ منذ سفرك إلى سياتل/ أخبروه أنه أصبح زائداً عن الحاجة...

01 مايو 2022

طائرٌ ـ لا عينين له ولا منقارَ ولا جناحين ـ هبطَ على البيت، حوّله إلى كومة رماد. لم تكن هناك بذور على سطح البيت ولا ماء. من دون دعوة، هبط في غير موسم هجرة على العشّ الإسمنتيّ. تطاير الرماد والحجارة ككومة قشٍّ لسعتها الرياح الساخنة.

21 فبراير 2022

أتسلّل إلى حديقة بيتنا/ أسترق النظر إلى فنجان قهوتي عبر النافذة/ لا تزال آثار فمي على الفنجان/ الأبيض/ لا تزال الساعة تدور بعقاربها/ لا تعرف أنها ستُداوم على مشاهدة/ وجوهٍ غير وجوهنا/ لن يعرف شعورَها سوى الجدار.

30 ديسمبر 2021

ريشةُ الحمامة الصاعدةِ إلى دائرة الخفاء/ تزورها عَيْنُ وردةٍ جوريةٍ في الممرّ الضيّق/ بجانب المبنى القديم/ يتزلّج الحبيب مع الحبيبة/ على ثلج الذكريات الجميلة/ أمّا ذاكرتي فتختبرني/ هل تستطيع أن تنسى شوارعَ/ نامت جفونُ الخوف فيها؟

08 ابريل 2021