عباس محمود العقاد

لم يخطر في بال الراحل، طه حسين، أنّ مقبرته في دائرة حي الخليفة في القاهرة ستواجه بعد نحو نصف قرن من وفاته خطر الإزالة التامة، حيث أعلنت إحدى حفيداته أن العائلة تفكر في نقل رفاته إلى فرنسا، ليلقى هناك ما تراه "تكريمًا" يليق به!

تبدو علاقتنا بالغرب في خطابات سيد قطب ووائل حلاق بين قوسي "إما أو" التغريب والانسحاق أو النرجسية الهوياتية والعداوة، الولاء للغرب أو البراء منه، ولا شيء بينهما، فالغرب ليس شرّاً محضاً، والشرق ليس خيراً محضاً، والتواصل ممكن، وواجب.

رفع المواطن المصري وجهه من فوق أطنان الكتب والمراجع ومكتبة باب الخلق، وتفرّغ تماما، ومن سنوات مضت، لمشاهدة معارك نجوم السينما والتلفزيون والمسرح ليل نهار، حتي وصل به المقام، أخيرا، إلى مشاهدة معارك الورثة على تركة ممثلٍ طيب.

شوهد في احتفالية افتتاح بطولة كأس العرب في الدوحة ما تنشدُّ إليه الجوارح والأفئدة والعقول، وتنجذبُ إليه النفوسُ في انبساطٍ كثير، ساعد على رمي أسباب التجّهم والكآبة الكثيرة، والتي تقيم ثقيلةً بين ظهرانينا، نحن العرب، وليس باديا متى نتخفّف منها.

لا يتجاوز نجيب محفوظ في رواياته هويته، المكان والزمان والثقافة والتاريخ، ولا يخشى من التكرار أو الإملال. هويته الدينية حاضرة بقوة، علاقته بالإسلام واضحة، مباشرة، لا تحتمل التأويل أو التزوير. هوية المنتمي، المحبّ، المنحاز، من دون أدنى شك.