هل ما يقع في بلداننا حرية أم ألسنة لهب مرصودة؟ هل من يتطوع بنشر "المباشر" يسعى إلى تقريبنا من الحقيقة الحيّة، أم يرمي إلى تقديمنا قرابين حية؟ أليست هذه السلوكات تمهيدا غير واع لمجيء التتر الجدد لنهب خيراتنا؟
في وطني، لا شيء يعجبنا، وقد بعنا وطننا لبعضهم ليعيث فيه فساداً، بينما خيراتنا تتقاسمها جهات أخرى، كرها لا طواعية، حيث تختلط الميزانية العامة بميزانيات مجهولة النسب، فنبتسم ببلاهة علّنا ننجو من جبروت قوى الظلام.
تبقى تونس ثائرة، فاتنة ورقيقة وأكبر من حجمها الجغرافي، تمشي كعارضة أزياء تحافظ على رشاقتها وجمالها، شعبها أصيل وكريم بالفطرة، طبيعتها هادئة خضراء، تنعش المارّين من هناك، وطن يحب الآخر اليوم وغداً وبعد غد
بعد تسليم المغاربة لشركات الوقود وتحرير القطاع، وبعد تحمل الفلاح وحده انخفاض بيع الحبوب وتقاسم الضرر مع بقية المواطنين، نسمع، اليوم، عن رغبة الحكومة برفع الدعم عن السكر وإثقال كاهل المغاربة أكثر وأكثر.
