avata

منير الإدريسي

مقالات أخرى

نهارٌ/ يفتحُ علبَ السمك، فيلمع وجهُه فيها/ يفتحُ الكراسي تحت الأشجار أيضاً/ ومغاليق قناني اللّيمونادا/ رُسمت في باطنها أجزاء درّاجة هوائية للفوز/ حتى لو جمعناها كلّها ستنقصها الدوّاساتُ.

19 ابريل 2023

غيوم بيضاء/ أكثر وضوحاً تبدو بزجاج شفّاف لنظارةٍ/ يغوص ملء شِعرٍ أبيض/ من غبطة الضوء/ قبل أن تتشرّب/ شيئاً فشيئاً لون السُّخام/ فتبرّدُ ممشى الغابة/ يسلكهُ شاعر بذات النظارة، في معطف أحمر شمعيٍّ، يعجز أن يمشي/ حالماً على هذه الأرض دون عكّازات غيوم.

09 مارس 2023

رياح خفيفة تهبّ/ وصفرة الأزهار على الهضبة، صفير متوهج لربيع أتى متعجّلاً/ فيما ملاءات حبال الغسيل شاسعة وبيضاء/ تخفق في الهواء الطلق/ مشيت بينها/ وهي تلامس وجهي أحياناً/ فجأة، وفي فجوة من خفقانها في هبوب الرياح/ ضوء الشمس / مسّ عيني، وأخفى عني العشب.

07 ديسمبر 2022

للحياة قوانين لعبة. الموت خروج عنها، تمرُّد لافت. فجأةً، يُسحب كالدخان ذلك الميت الذي كان بيننا لتوّه يضحك، كما لو عبر مدخنة، قالباً الحياة في وجوهنا كالطاولة، مشتّتاً أذهاننا كتركيبات البازل.

04 فبراير 2022

يسيرُ المتسابقون/ عبر حقول بأكوام من حصاد الصيف/ بجانب الجدول، وعلى جسر النّهر/ في الريف، بمحاذاة البيوت البيضاء/ ذات السّقوف الرمادية المهيأة للتصرّف مع الثلوج بطريقة ناجعة/ والتي تلهبها الحرارة اليوم.

18 يوليو 2021

الشّاعر الشّاب الذي كان عليهِ/ أن يَرْقُدَ هناكَ وَحيداً كدفْترٍ تُقلِّبُ أوراقَهُ العدميّة الريّاحُ/ فيمَا قدماهُ في جوربينِ صُوفيّينِ وحذاءٍ ثقيلٍ/ وشَعرٍ غير ممشوط تماماً/ الشّاعر الذي انتبهَ إلى أنَّ كَتفيْهِ قويّتانِ بما يكفي لحملِ أمْتِعته.

17 يناير 2021

الحليب/ يفيضُ عن الإبريق/ والضيفات جالسات/ إنّه المساء/ الفناجين مرّة أُخرى موزّعة على الأيدي ذاتها/ لا شيء يتغيّر/ رائحة البيت العتيقة هيَ... هيَ/ والغرامافون النّحاسي المعطّل وحده يبعث موسيقى الملل/ حين يصمتن/ وأنا في حضن جدتي/ راقبتُ تحرّك ظل وجه.

09 سبتمبر 2020

الوقت مبكّرٌ حتى تُنار المصابيح/ الوقت مبكّر/ حتى تُذهّب الأوراق/ أريدُ للزمنِ أن يتعتّقَ خمرةً صافيةً، وأنا أحدِّقُ في فراشة/ حطّت بمحاذاتي على ظهر المقعدِ/ أريدُ للغروبِ أن يمدّدَ أكثر ظلّ أجنحتها الهشّة جدّاً/ على الخشبِ المتين.

21 فبراير 2020

النهر لا يخصّب الضفاف فحسب، بل النفس أيضاً. إنّه أكثر الصور قِدماً في مخيّلتي، كأنّني شاهدته مشاهدةً عظيمة قبل أن أولد. إنّه نداء لا أقوى على تجاهله. أستدير لأتابعه حتى يتوارى. أعصر اللحظة التي تقاطعنا فيها حتى آخر قطرة زمنيّة.

21 سبتمبر 2019

هنا، بين أشـجار الصّنوبر مائدةٌ مُمَـدَّدَةٌ مثـل كلِّ صيف.. لن يتساءل أحـد من الأصدقاء عن غياب الآخر. ستقرأ لنا لُبنـى قصائد تشسواف مييـوش، الغابة تبدو أكثر شساعة حين نُقرِّبُ كؤوس النبيذ لنبصر من خلالها؛ لكـن عن نظرنا يغيـب مصير الأصدقاء.

04 يوليو 2019