محمد الغزالي

إرث الشيخ يوسف القرضاوي في منهجه المقاصدي الكبير هو ما نفتقده، ليس للتيارات الإسلامية المتعدّدة فقط، ولكن لعلاقة الإنسان بالدولة وبالشريك الوطني المختلف دينيا وفكريا، فهي رسالته رحمه الله ضمن مشروعه الفكري الكبير، للإحياء والتجديد الإسلامي.

واجه الكاتب المصري فرج فودة صعود الإسلاميين، في زمن الصحوة، وتصوّراتهم في شؤون الدين والدولة والاجتماع والعمران، والتي وجدها غير مصرية، وغير إسلامية، وغير حقيقية، والأخطر من ذلك كله أنها غير سياسية بأي مستوى، ولا ترتكن على أي شيءٍ سوى الدعاية.

مقولة "الناس على دين ملوكهم" تؤول تسويغا للاستبداد ومركزية السلطة وتهميش دور الشعوب وإرادتها والجماهير وفاعليتها، وهو أمر يجعلنا ندرس هذا الشأن في سياق المدخل المهم المتعلق بالظاهرة والقابلية لها، أي الاستبداد والقابلية للاستبداد.

أثبتت الأحداث في مصر والوطن العربي، بعد إسقاط ثورة 25 يناير، أن الأسئلة أو موجة التثقيف التي عاشها الوطن العربي بعد ذلك، كانت تستمد جذورها من المتحوّر الفلسفي الغربي نفسه الذي دعا عبد الوهاب المسيري إلى فهم أزمته، في إطار علمي فكري لا ملاعنة وتحريض.

الإصلاح يكون بالعودة إلى بعث الإحياء الإسلامي في أفريقيا، بوصفه عامل توحيد إنساني، ومنهجا اجتماعيا مرنا وواسعا، يُبشر بروح جامعة لكل أطياف القرن الأفريقي، منفتحا على الفكرة العلمانية الإنسانية لنخب أفريقيا، كما هي جسوره مع حركة العلم الشرعي ومؤسساته.