العصور الوسطى

تشبه حالة الملك شارل السادس ووهمه بأنّ جسده مصنوع من زجاج حالة شعوبٍ كثيرة تشعر بأنها مميزة ومختلفة عن الآخرين، لمجرّد أن بلادهم شهدت حضارات قديمة أو حديثة، فيتعالون على الآخرين، ويعيّرونهم بأن لا تاريخ لهم وأنهم منحلون!

تنضح مواقع التواصل الاجتماعي بتشنّجات من يكفرّون كل من قال بكروية الأرض أو حركتها، لنكون أمام مفارقة لافتة للنظر، أن تتراجع المجتمعات الإنسانية لتصديق الأفكار غير العلمية لما قبل عصر النهضة، فكأننا نتطوّر إلى الوراء، وتدور الأرض إلى الخلف.

"موت أقذر رجل في العالم"، هكذا وصف الإعلام موت "عمّو حاجي" المولود علي أطراف قرية في محافظة فارس في إيران، والذي لم يستحمّ خمسين عاما، لم يقترب الماء من جلده، ولا شفرات الحلاقة، وكأنه يعود بالإنسان إلى أصوله الأولى، حيث كان يعيش في البرّية.

القول إن الإسلام لم يعرف مؤسسة دينية كهنوتية كالكنيسة في أوروبا، لتبرير القول بأن العلمانية مسألة غربية جاءت لتقديم إجابات عن أسئلة تنتمي لفضاء سياسي ديني ثقافي أوروبي مغاير هو قول مزيف، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر بالكثير من المسلمات حول هذا الأمر.