الشعوب الديمقراطي

زادت الانتخابات التركية بشقيها الرئاسي والتشريعي من حدة الاستقطاب السياسي ــ القومي في تركيا، كذلك يتوقع أن يفعل النظام الرئاسي الذي دخل تطبيقه حيز التنفيذ لإعطاء المعارضة فرصة السلطة المضادة في انتظار انكسار "تحالف الشعب".

تتزاحم البرامج الانتخابية للأحزاب التركية التي تعد بمشاريع وسياسات داخلية وخارجية طموحة. وفي الوقت الذي يتعهّد فيه حزب "العدالة والتنمية" بمواصلة سياساته، تركّز الأحزاب المعارضة على إيقاف مشاريع الحزب الحاكم.

بعد أن أعلن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم عن مؤتمره الاستثنائي في 21 مايو/أيار الحالي، أكد "حزب الشعب الجمهوري" عن بدء عملية التحضيرات لعقد مؤتمره الاعتيادي، وسط تصاعد الخلافات بين زعيم الحزب، كمال كلجدار أوغلو، والمعارضة الداخلية.

تتعدّد التفسيرات للإجراءات الحكومية في تركيا ضد حزب "الشعوب الديمقراطي"، بدءاً من توقيف عددٍ من نوابه، وصولاً إلى توسيع دائرة التضييق ضد الصحف المعارضة للحكومة. مع ذلك، يبدو الوضع، حتى الآن، ممسوكاً من أنقرة.

يبدو أن تركيا بدأت تدخل عصر "السلام السياسي"، بعد لقاء أمس، الذي جمع رئيسها رجب طيب أردوغان مع زعماء المعارضة، عدا "الشعوب الديمقراطي"، في تقارب كمالي ـ إسلامي نادر.

كان تضامن أحزاب المعارضة التركية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو، سبباً جوهرياً في صمود النظام الديمقراطي بتركيا. والمعارضة بذلك اختارت أردوغان رغم علاقتها الصعبة معه، على حساب الجيش، والذي يقمع الحريات عادة.

تشير المعطيات الأولية لنتائج التصويت على تعديلات دستورية لرفع الحصانة عن النواب الأتراك المتهمين بقضايا مختلفة، والتي وافق أغلبية النواب عليها، إلى أنّ التصويت الثاني، يوم الجمعة المقبل، يتّجه نحو المعادلة ذاتها، ما يعني أنّ الحسم سيكون للاستفتاء الشعبي.

أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، اليوم الثلاثاء، أن الحكومة أتمت آخر الخطوات المتعلقة بالتعديلات الدستورية المؤقتة، والتي سيتم عرضها على مجلس النواب لإقرارها.