"اضرب تلميذك وكسر عظامه".. هكذا أفضل

"اضرب تلميذك وكسر عظامه".. هكذا أفضل

30 مارس 2015
أما آن الأوان ليتوقف الجميع عن ضرب التلاميذ والأطفال!
+ الخط -
تحت عنوان "مدرس يضرب التلاميذ بأسلوب غير آدمي فى العراق" تم نشر فيديو على اليوتيوب بتاريخ 27 مارس/آذار 2015، يبين الفيديو أحد المدرسين والذي تبين فيما بعد أنه مدير المدرسة، وهو يضرب التلاميذ الواقفين في صف طويل ولاد وبنات، يضربهم بشكل ربما لم يراه أحد من قبل، بالعصاة على الظهر والأرجل من الخلف، وباليد صفعا على الوجه من الأمام وعلى الرقبة من الخلف.

ما يؤلمك أثناء المشاهدة أن كل طفل صغير كان يقف منتظرا دوره في الضرب مشاهدا ما يحدث لزميله الذي أمامه، وكأنها عملية تعذيب للنفس تم هندستها باقتدار وعلى يد خبراء، وكلما آتى الدور على أحدهم تجده ينظر في خوف مريع فيهتز رغما عنه ويتأرجح محاولا تفادي الضربة الآتية من المدير، ويجري أحدهم في محاولة للدفاع عن نفسه وهي ردة فعل طبيعية لطفل خائف، ولكن بأمر الأستاذ يعود الطفل إلى الصف مرة أخرى حتى يتلقى نصيبه من الضرب المبرح والمضاعف نظرا لهروبه في المرة الأولى.

بالبحث عما حدث للأستاذ بعد نشر الفيديو تبين أنه تم اعتقاله وأنه يتم التحقيق معه، ليس لأن هذا نظام متبع لعقاب المدرسين ممن يضربون بهذا الشكل، ولكنه جاء نتيجة للتصعيد الذي صاحب انتشار الفيديو والترويج له داخل البرامج التليفزيونية وعلى مستوى جمعيات حقوق الإنسان وغيرها.

وبسؤال بعض المصادر في العراق: هل هذه الحادثة استثنائية أم أنه وضع متداول ومنتشر، تبين أنه أمر عادي، فالمدارس بالعراق يتم تعذيب الطلبة فيها بالضرب والعقاب المبرح، حتى أن بعض الأساتذة يضربون الطلبة حد كسر عظامهم.

وبالإستطراد في السؤال: وهل يوافق الأهل على ذلك؟ يجىء الرد الصاعقة: الأهل موافقون حتى أنهم يقولون للأستاذ: "لك اللحم ولنا العظم"، أي اضرب الولد وأوجعه ولكن لا تكسر عظامه، وهذا كله من أجل أن يخاف الإبن ويستذكر دروسه ويحصل على شهادة ربما لن تنفعه في الحصول على وظيفه، ولكن ربما تؤهله هذه المعاملة إلى الانضمام إلى تنظيم هنا أو داعش هناك، يمارس من خلاله قتل النفس التي قتلوها داخله في الصغر.

ليس بعيدا عن هذه الحادثة ما حكته لي إحدى الطالبات المصريات في الصف الثالث الإبتدائي، عندما قالت أن معلمتها للغة العربية تُحضر معها إلى الفصل "عصاة المكنسة" من أجل ضرب أي طالب أو طالبة لم تحضر معها واجباتها مكتملة.

توجهت إلى أمها بالسؤال: وهل ترضين لإبنتك بهذه الطريقة من التعامل، "إما الضرب وإما الانصياع وحل الواجب واستذكار الدروس"، فردت بأريحية نعم لا مانع، غامزة إياي وهامسة: الولاد لازم يخافوا علشان يذاكروا"!..

ما رأيكم أعزائي القراء.. هل يجب أن نضرب أولادنا كي يخافوا، وهل يجب أن يكسر الأساتذة عظامهم كي يفلحوا ويحصلوا على أعلى الدرجات، هذا في الوقت الذي تلغي فيه دول كاملة فكرة الواجبات من المدارس، وفي حال كان هناك واجبات يجب ألا تتعدى العشر دقائق لأن الطفل بعدها يشعر بالملل؟!". ثم نتسائل في صمت: ما بال حالنا في الوطن العربي في تدهور مستمر. 

شاهد الفيديو



المساهمون