الأم العاملة.. أنشطة مفيدة لإجازة صيفية سعيدة

الأم العاملة.. أنشطة مفيدة لإجازة صيفية سعيدة

26 يوليو 2015
في التخطيط تكمن كلمة السر لقضاء إجازة سعيدة (Getty)
+ الخط -
لا أنسى حواري مع جارتي العاملة، حين حدثتني من واقع التجربة أنها تبغض الإجازة وتحزن حين تعلن المدرسة أي إجازة ولو لمدة يوم واحد، فكيف بإجازة الصيف، فهي تعلن بشكل واضح إفلاسها وعدم قدرتها على استيعاب فراغ وطاقة أبنائها في الإجازة مع ظروف عملها مما يتسبب في فوضى، إضافة إلى شعورها بالقلق عليهم معظم الوقت الذي تغيب فيه عن المنزل. 

لا شك أن كل أم لها الحق في الانزعاج من الإجازة الصيفية في حال لم يكن لديها خطة واضحة ووقت منظم مليء بالأنشطة المختلفة، حتى يستوعب أوقات الأبناء الطويلة. إن عدم التنظيم والتخطيط وترك الوقت على عواهنه تكون عاقبته السريعة جداً المللَ المحزن للأولاد، ثم إجازة طامسة لكل ما درسوه وتعلموه من معلومات ومهارات في الأمس القريب أيام الدراسة. 

تنظيم الوقت 
ومن ثم فالنصيحة الأولى للأمهات العاملات هي التنظيم؛ إذ نبدأ إجازة الأبناء بعقد جلسة عائلية لطيفة يتم فيها عصف ذهني بين كل الأفراد لكل الأهداف المرجوة من تلك الإجازة وتدوينها ثم كتابة وسائل تحقيقها، ومن ثم يتم كتابة جدول أسبوعي تنقسم أوقاته إلى أيام تحمل من وسائل المتعة والإفادة ما يملأُها فرحاً ومتعة واستفادة وإنجازات. 

ثانيا: لا بد من إيجاد أنشطة صباحية يتم ممارستها في مراكز صيفية متميزة أو النوادي الصيفية لمدارس الأبناء أو معسكرات الأنشطة الرياضية والثقافية والجوالة ليتمكن الأبناء من الاستمتاع بالفترة الصباحية في مكان آمن وتحت رعاية وملاحظة من مشرفي النشاط مع إيقاظهم مبكراً وإبقاء النظام المعتاد في الاستيقاظ والنوم وتناول الوجبات وخلافه، وبالطبع فإن الفئة المستهدفة لمثل هذه الأنشطة هي فئة أبنائنا من عمر المدرسة، الذين ستسبب لهم الإجازة انقطاعاً صباحياً عن النظام المدرسي وتحتاج الأم إلى إيجاد نظام بديل لتنظيم الوقت الصباحي. 

ثالثا: تعد الإجازة فترة مثالية لتعويد الأبناء، فوق عمر الثلاث عشرة سنةً، المسؤولية وتوكيل بعض المهام لهم كشراء حاجيات المنزل أو توصيل إخوتهم الأصغر سناً إلى الأماكن القريبة للأنشطة، كالمسجد للتحفيظ أو النادي القريب مثلاً، وإعداد بعض الوجبات البسيطة والفطائر التي تعد بالأجهزة الكهربائية بدون استخدام المواقد أو النار، فضلاً عن العناية بالإخوة الأصغر سناً، ولكن لفترة لا تزيد عن الساعتين، يتم زيادتها تدريجياً لتصل ستّ ساعات في نهاية الإجازة. 
يمكن، أيضاً، استثمار وقت الإجازة لتعليم الفتيات مبادئ ومهارات الطبخ ومبادئ الحياكة والتطريز مثلاً، وغيرها من مهارات إدارة المنزل عن طريق تفويض صلاحيات بالقيام ببعض مهام المنزل أو الالتحاق بمراكز صيفية لهذا الغرض. 

أما بالنسبة للأطفال من عمر ما تحت المدرسة فسيبقى خطر العدوى من أمراض الصيف هو هاجس يقلق الأمهات حتى ولو ولم يتغير نظامهم الصباحي، فلابد من متابعة دقيقة لنظافة أيديهم وكل ما يقدم لهم في أي مكان. 

أنشطة وأفكار 
في حال كانت الأم ستعتمد فكرة الأنشطة الصيفية الخارجية في وقت الصباح، فيجب عليها أن تراعي بضع محددات لاختيار هذه الأماكن وهي: 
- النظافة والملاءمة من الناحية الصحية. 
- الأمان ووجود رقابة وملاحظة عن كثب للأطفال. 
- توفر أنشطة أو مجال لممارسة الأنشطة المفيدة في جو لطيف ومشجع من الأقران. 
- إمكانية تواصل الأبناء مع الأم من آن لآخر لاطلاعها على تطورات اليوم وتمكينها من متابعة الأبناء. 
- وجود برنامج منظم يستثمر جُلّ ساعات الفترة الصباحية. 


وفي ما يلي بعض الأفكار لأنشطة صيفية يمكن للأبناء أن يقضوا فيها أوقاتهم: 
تظل القراءة هي أجمل الأنشطة التي يمكن تدشينها مع بداية الإجازة والذهاب مع الأبناء إلى مكتبة يتخيرون بأنفسهم منها الكتب التي يحبون قراءتها، ويتوقعون إنهاءها بالكامل في الإجازة، وتستطيع الأم تحديد كَمٍ معين من الصفحات للأبناء للقراءة، فيما تكون الكتب أوالقصص مرافقاً للأبناء في كل الأماكن، ثم تناقشهم فيما قرأوه في جلسة تشمل جميع الأبناء لتداول الخبرات بينهم أو في نقاش خاص كل على حدة. 

كما أن زيارة الأقارب هي من أجمل أنشطة الإجازة التي يمكن للأم العاملة تكليف الأبناء الإعدادَ لها عن طريق استخدام أفكار إبداعية لإدخال السرور على قلوب ذوي الرحم، مثل تصميم كروت في المناسبات الخاصة بهم أو تصميم هدايا من إنتاجهم الفني أو كروت إلكترونية باستخدام برامج الكومبيوتر أو التطبيقات على الهواتف أو الحاسبات اللوحية مما يلتهم أوقات الأبناء فيما يفيد، مع دعم مهاراتهم في استخدام التكنولوجيا، وتقوم الأم بمتابعة ما تم إعداده أولاً بأول بالتحفيز ومتابعة برنامج زمني يشجعهم على الالتزام بممارسة هذه الأنشطة بجرعات معينة يومياً، حتى الانتهاء من المهام المطلوبة. 

إن الأفكار لا تنتهي لقضاء وقت الإجازة، في ما يفيد، ولكن لابد للأم العاملة من بث الإرادة القوية في نفوس أبنائها لتشجيعهم على الانتظام والثبات في برنامج الصيف، كما كان برنامج الدراسة منتظماً؛ إذ يكاد يكون هذا الثبات والانتظام هو السبيل الوحيد لتعظيم الاستفادة من الإجازة، فقليل دائم خير من كثير متقطع، فضلاً عن تقليص معاناة الأم العاملة في تركها أبناءها بلا ملاحظة.

المساهمون