فنجان قهوة مع الروائي بدر السماري

فنجان قهوة مع الروائي بدر السماري

11 مايو 2016
الروائي بدر السماري
+ الخط -
يحدثنا ضيفنا عن مهمة الرواية وكيف انتقل دورها من كشف للأسرار، إلى الكشف عن الدوافع والرغبات...

-علّقت في أكثر من مناسبة بأن الرواية الحديثة لم يعد الهدف منها هو كشف المستور، بل الكشف عن الحالة النفسية للشخصيات، لماذا هذا التركيز على إعادة ترتيب دور الرواية، وخاصة أن الكثير من الكتاب يرى بأهمية ترك أهداف الرواية ومحتواها للقارئ يقرره كيفما يشاء؟
لم تعد غاية الرواية في كشف المستور، مهمة السرد والرواية تحديداً أصبحت أكبر من ذلك، وصار عمق التناول والمعالجة هو المطلوب من الروائي وليس الجرأة لغرض الجرأة، على الروائي مسؤولية كشف ما وراء القص، لم يَعُد الغرض في عرض الحالة وكشف الأسرار، بل كشف وعرض ما وراءها.. بدءا من الغاية، والدافع والرغبات، والهوى.. الروائي لديه مختبره الخاص، يختبر كل تلك التجارب عبر أبطاله. هي محاولة وبحث دائم لفهم شخصيات الرواية وأبطالها، فحص غاياتهم ودوافعهم وفلسفتهم في الحياة.

- يُؤخذ على الرواية الخليجية بأنها جنحت إلى مناقشة الذات الفردية، دون الاهتمام بطرح القضايا الموضوعية أو التاريخية للمنطقة الخليجية، ما رأيك؟
لست في موقع المطلع بشكل كامل ليتسنى لي الحكم على الرواية الخليجية، فوق هذا.. أنا ضد وصم الروايات الخليجية بوسم ما. في المجمل، نحن في الخليج ما زلنا في ألف باء فن الرواية حين نقارن منجزنا الروائي برواد الرواية في العالم .. بل حتى على مستوى العالم العربي، الرواية فن حديث ما زال في طور النمو.

-رأى البعض بأن روايتك "ارتياب" صورت المرأة بكونها كائن للذة والمتعة، جاء ذلك واضحا من خلال الحالة النفسية لكل من ذيبان وابن معتاز، هل قصدت بذلك إظهار ذهنية ذكورية ما زالت مستقرة في المجتمع العربي؟
لا أرى ذلك، ولم أسمع بهذا الرأي عن ارتياب.. سمعت ذلك عن رواية ابن طرَّاق، إذ كان الحضور كثيفا كأداة من أدوات الصراع بين الذكور في الرواية.. في رواية ارتياب الحضور مختلف، وقارئ الرواية سوف يميز ذلك.

-قمت بترجمة مجموعة منتقاة من خطب حول العالم في كتاب "حديث الروائيين"، حدثنا عن وجه الشبه والاختلاف بين النص العربي، والنص المترجم؟
لا يوجد خطب وكلمات كثيرة للروائي العربي، وإن وجدت فهي تتمحور حول ذات الروائي والكاتب العربي.. هناك استثناءات معدودة عربياً، قلة من الروائيين هم من كانوا في كلماتهم يلامسون الهموم الإنسانية بشكل عام ويضيفون للقارئ، لكنهم قلة. كم تمنيت أن تًترك الفرصة للروائي العربي أن يقول كلمته في المناسبات الثقافية العامة، لكنه لا يفعل .. ربما السبب عائد لكون هذا الأمر تقليد غربي أكثر منه في الشرق. بالطبع ثمة شهادات عربية قليلة هنا وهناك في بعض المناسبات، لكني حتى حين أعود لهذه الشهادات، أجدها تقع في التكرار وإشكالية متواليات مكررة مثل؛ الرقابة، وحجب الكتب، والحرية الثقافية، وغياب المحرر، تأتي معظمها بمعزل عن الحياة العامة وعن الأفكار الأكثر شمولية، تأتي من دون ربطها بتجارب إنسانية كما في كلمات هؤلاء الروائيين في هذا الكتاب، لا أود التعميم بالطبع، لأني لم أطلع على جميع الشهادات.. لكن بصراحة، لم يأت حتى الآن من يخرجنا من هذه المتواليات ويدهشنا مثل الكتاب في الغرب.



المساهمون