طرائف وغرائب المونديال ... الحلقة الأولى

طرائف وغرائب المونديال ... الحلقة الأولى

29 مايو 2014
ملعب كأس العالم 1930 بالأوروجواي (تويتر)
+ الخط -

تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في شتى بقاع الكرة الأرضية، صوب الملاعب البرازيلية التي ستحتضن نهائيات النسخة العشرين من بطولات كأس العالم، خلال الفترة ما بين الثاني عشر من يونيو/حزيران حتى الثالث عشر من يوليو/تموز، وهو الحدث الذي ينتظره العالم بأسره بفارغ الصبر كل أربع سنوات.


ولا تكاد تخلو بطولة لكأس العالم، على مدار تاريخها، من المواقف الطريفة والغريبة، حيث شهدت البطولة منذ انطلاقها في منافسات كأس العالم سنة 1930 حتى النسخة الأخيرة عام 2010؛ سلسلة من المواقف، منها الطريف ومنها الغريب على مدى 19 بطولة.


وتجاوز عشق كرة القدم أحياناً حدود العقل والمنطق، حيث وصل جنونها على مدار التاريخ، ببعض الأشخاص إلى فعل أشياء غريبة وخارجة عن المألوف، ويصعب تفسيرها لمن لا يهواها، إذ تُشكل هذه المواقف جاذبية خاصة للعبة كرة القدم عن غيرها من الألعاب.


ومع أن بطولة كأس العالم تُعد واحدة من أكثر البطولات جدية وإثارة حول العالم، إن لم تكن أكثرها على الإطلاق؛ إلا أنها عادة لا تخلو من بعض القصص والمواقف المثيرة والطريفة، مما أضفى على تاريخ البطولة العالمية رونقاً ومذاقاً خاصّين لن تجدهما إلا في كأس العالم. وتجسد أول هذه المواقف في النسخة الأولى من البطولة، التي أقيمت في الأورجواي عام 1930.

إذن رسمي

اضطر حارس المنتخب الفرنسي"آنذاك"، أليكس تيبو، للحصول على إذن رسمي للمشاركة في البطولة، لكونه عامل جمارك، لكنه لم يهنأ طويلاً على تلك المشاركة، فقد تعرض للإصابة في مباراة منتخب بلاده الافتتاحية أمام المنتخب المكسيكي، ليحل بدلاً منه لاعب خط الوسط أوجستين شانتريل.


وعاد "تيبو" مُجدّداً لحراسة مرمى منتخب بلاده في مباراته أمام المنتخب الأرجنتيني، ثم شارك في مباراة منتخب بلاده أمام تشيلي، والتي كانت شاهدة على احتساب أول ركلة جزاء في تاريخ المونديال، لمصلحة المنتخب اللاتيني ليتقدم المهاجم التشيلي كارلوس فيدال لتسديد الكرة، إلا أن "تيبو" كان على موعد مع التاريخ عندما تصدى للكرة، ليمنع أول ركلة جزاء من معانقة الشباك، ولكن ذلك لم يمنع ديوك فرنسا من الخسارة بهدف نظيف أمام تشيلي في نهاية الأمر.


ولم تختلف قصة المهاجم الفرنسي، مارسيل بينال، عن زميله "تيبو"، فالمهاجم الذي يُعتبر أيضاً رجلاً عسكرياً، اضطر للذهاب إلى الأوروجواي على أنه مبعوث فوق العادة من قبل الوزارة الفرنسية، بناءً على توصية من المسؤول الإعلامي في وزارة الخارجية شاتينيو.

ملك رومانيا يختار التشكيلة

أما المدير الفني للمنتخب الروماني "آنذاك"، أوكتاف لوشيدي، فلم يجد أي عناء يُذكر في اختيار قائمة منتخب بلاده التي ستخوض غمار المونديال، لأنه لم يتولَّ المهمة أصلاً، فتشكيلة منتخب رومانيا اختارها ملك رومانيا، كارول.


وكانت مشاركة لاعبي منتخب رومانيا مُهددة بالخطر، بعدما هددت الشركات الرومانية، اللاعبين بفصلهم إذا ما تأخروا عن دوائرهم الرسمية، لكن الملك كارول، تدخل شخصياً لحل هذه الأزمة، وطلب من أرباب العمل، منح كل لاعب إجازة لمدة ثلاثة أشهر بأجر كامل.

المنتخبات تستعد للمونديال على متن الباخرة

وبعد اختيار قوائم المنتخبات، أقلت باخرة "كونتي فيردي" الإيطالية اللاعبين الفرنسيين والرومانيين والبلجيكيين إلى الأوروجواي، ولعل اللافت في الموضوع أنها قد أقلت اللاعبين البرازيليين أيضاً، من مرفأ ريو دي جانيرو، في طريقها إلى هناك، أما اللاعبون اليوغسلاف، فقد وصلوا على متن الباخرة "فلوريدا".


وأُقِل لاعبو المنتخب الفرنسي من مدينة "فيلفرانش سور مير" بتاريخ 21 يونيو 1930؛ فيما أُقِل اللاعبون البلجيكيون من مدينة برشلونة الإسبانية، بينما نُقلت الكأس العالمية بصحبة رئيس الاتحاد الدولي للعبة، جول ريميه، بالإضافة للحكّام الأوروبيين الثلاثة (البلجيكي جون لانغينوس، ومواطنه هينري كريستوف، والفرنسي توماس بالفاي)، وتم المرور على مرفأ "ريو دي جانيرو" لأخذ الفريق البرازيلي بتاريخ 29 يونيو 1930 قبل أن ترسو الباخرة في نهاية رحلتها بالأورجواي في الرابع من شهر يوليو 1930، ولعل أبرز المواقف الطريقة التي حدثت خلال تلك الرحلة، هي تأدية اللاعبين التدريبات من على متن الباخرة، طوال أيام الرحلة.

استبعاد لاعبين لسببين طريفين

ولقن المدير الفني للمنتخب الأوروجوياني، ألبرتو سبوتشي، حارس مرمى المنتخب، أنطونيو ماتزالي، درساً لا يُنسى، حينما طرده من المعسكر، بعد أن ضبطه وهو يتسلل ليلاً لزيارة أهله، ليعهد بحراسة المرمى للاحتياطي جان بالستيروس، وذلك رغم أن "ماتزالي" كان نجماً قومياً فهو حارس دورتي 1924 و 1928.


أما نجم منتخب بلجيكا، ريمين برين، فقد تم استبعاده لاحقاً من تشكيلة المنتخب البلجيكي، بتهمة الاحتراف، وترويج مواد مخدرة تحمل اسمه.

الحكم يرتدي "البدلة"

وشهدت المباراة النهائية لنهائي مونديال 1930 التي جمعت بين المنتخبين الأرجنتيني والأوروجوياني، ظهور الحكم البلجيكي "لانغنيوس" بلباس غريب، حيث كان يرتدي بدلة وربطة عنق مع حذاء كرة قدم، ورفض حكم المباراة النهائية إدارة المباراة، إلا بعد الحصول على ضمانات مؤكدة من حكومة الأوروجواي بالمحافظة على حياته.

أزمة اختيار كرة المباراة النهائية

ووقع "لانغنيوس" في ورطة أخرى في المباراة النهائية، بعدما أصر كل من المنتخبين الأرجنتيني والأورجوياني، على اللعب بكرته، ليُقرر بعد ذلك اللعب بكرة المنتخب الأرجنتيني شوط المباراة الأول، وبكرة المنتخب الأوروجوياني في شوط المباراة الثاني، ولعل الغريب أن كل فريق فاز بالكرة التي لعب بها، فقد تقدم المنتخب الأرجنتيني في الشوط الأول بهدفين مقابل هدف، قبل أن يقلب منتخب الأوروجواي تأخره إلى فوز بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين، ليُتوج بلقب النسخة الأولى لبطولة كأس العالم.

المساهمون