فيرغيسون - فينغر: المنافسة الأعظم في "البريمييرليغ"

فيرغيسون - فينغر: المنافسة الأعظم في "البريمييرليغ"

07 مايو 2020
فيرغيسون وفينغر أيام يونايتد وأرسنال (Getty)
+ الخط -

فيرغسون - فينغر، مدربان صنعا واحدة من أعظم المنافسات في "البريمييرليغ"، وقدمت العلاقة المتذبذبة بينهما دروساً كروية للجميع.

في عالم كرة القدم هناك ثنائيات تدريبية تركت بصمة ذهبية، لعل أبرزها ثنائية غوارديولا ومورينيو. لكن في الكرة الإنكليزية، وتحديداً "البريمييرليغ"، لا صوت يعلو صوت ثنائية "فيرغسون - فينغر"، المنافسة الأعظم هناك التي شهدت معارك فنية وكلامية منذ البداية حتى النهاية.

بدأت الحكاية في عام 1996، عندما انتقل الرجل غير المعروف ابن الـ47 سنة من تدريب فريق ناغويا غامبوس الياباني، إلى فريق أرسنال الإنكليزي، والهدف كان إعادة أمجاد "المدفعجية" فقط لا غير، وكل هذا في زمن سيطرة أليكس فيرغيسون مع مانشستر يونايتد على الكرة الإنكليزية. ومن هنا تبدأ مُتعة التفاصيل.


غير مرتاح للرجل الجديد
قبل وصول فينغر، وتحديداً بين سنوات 1986 حتى عام 1996، رفع "السير" 13 لقباً محلياً وأوروبياً. فيرغيسون لم يرتح لوصول فينغر: "يقولون إنه رجل ذكي صحيح؟ يتحدث 5 لغات؟ لدي ولد من ساحل العاج يتحدث 5 لغات". اختفى الولد العاجي، وحلّ فينغر ثالثاً في أول موسم له.

حرب كلامية ناعمة
لم ينتظر فينغر كثيراً لفرض نفسه وإثارة حرب كلامية باكرة ناعمة. فالمدرب الفرنسي اشتكى من تفصيل الاتحاد الإنكليزي لمانشستر يونايتد عندما قال: "نظام المباريات خاطئ، هو مُصمم لكي يرتاح يونايتد أكثر ويفوز بكل شيء". طبعاً فيرغيسون لم ينتظر كثيراً للرد: "إنه مبتدئ، يجب أن يبقي أرائه في الكرة اليابانية".

فينغر بطل
في عام 1997 تُوج يونايتد بلقب الدوري، لكن آرسين فينغر لم يتأخر ورفع اللقب عام 1998. بقيادة لاعبين مثل ديفيد سيمان، توني آدامز، باتريك فييرا، دينيس بيركامب، قلص أرسنال فارق النقاط الـ11 مع مانشستر يونايتد آنذاك وتصدر ليُتوج باللقب بعد أن جمع 78 نقطة مقابل 77 ليونايتد.

سيطرة وعودة قوية
سيطر فيرغيسون مع مانشستر يونايتد لثلاث سنوات، وانتظر فينغر استعادة المجد في إنكلترا في موسم 2001-2002. في ذلك الموسم، حقق فينغر الثنائية على فيرغيسون، وتحديداً حُسم اللقب بعد الفوز بهدف نظيف في ملعب "أولد ترافورد" آنذاك. وقاد كل من تييري هنري ودينيس بيركامب فينغر نحو المجد في ملعب "هايبوري" الشهير.

معركة "أولد ترافورد"
أمست المعركة بين مانشستر يونايتد وأرسنال، وتحديداً فيرغيسون وفينغر، سيئة في منتصف الألفية الجديدة. ففي موسم 2003-2004 من "البريمييرليغ" حقق فينغر المعجزة بعد التتويج دون خسارة أي مباراة، ومُنح فريق "المدفعجية" آنذاك لقب "الذي لا يُقهر".

في معركة "أولد ترافورد" الشهيرة، وتحديداً مباراة شهر أيلول/ سبتمبر، شهدت عنفاً وإثارة وحماسة، وانتهت بتصرفات سلبية من المدربين. انتهى اللقاء بالتعادل السلبي، ورغم عدم تسجيل أي هدف، إلا أن المواجهة شهدت ارتكاب 31 خطأً ورفع 8 بطاقات صفراء وطرد باتريك فييرا.

وأهدر نيستلروي ركلة جزاء، ما سبّب فوضى كبيرة على أرض الملعب، ففرض الاتحاد الإنكليزي غرامات مالية على الفريقين، حيثُ أنزل عقوبة 175 ألف جنيه إسترليني بحق أرسنال، لعدم قدرته على احتواء غضب لاعبيه. هي واحدة من المباريات التي أشعلت صراع فيرغيسون وفينغر في الكرة الإنكليزية أكثر.

قطعة بيتزا في وجه فيرغيسون
في الموسم الذي تلاه، كان مانشستر يونايتد هو من أنهى سلسلة مباريات أرسنال دون خسارة، عندما أسقط "المدفعجية" في "أولد ترافورد" بهدفين نظيفين. لكن الأمور لم تنتهِ بسلام، إذ بعد المباراة رمى فابريغاس لاعب أرسنال قطعة بيتزا في وجه فيرغيسون، ليصف الأخير "تصرف اللاعبين بأنه كان سيئاً. لم أرَ مثله في الرياضة".

فينغر يردّ ولا يسكت
بعد شهر من حادثة رمي البيتزا، لم يترك "السير" فيرغيسون القصة تموت بسهولة، وقال أمام الصحافيين إن آرسين فينغر هو "عار". لكن فينغر ردّ غاضباً: "فيرغيسون يفعل ما يريده، وأنتم الصحافة كلكم تحت قدميه. هو لا يعنيني ولا يهمني. لن أردّ على أيّ استفزاز منه بعد الآن".

وتابع المدرب الفرنسي آرسين فينغر الغاضب: "لقد فقد كل الإحساس بالواقع. إنه يخرج للبحث عن مواجهة، ثم يطلب من الشخص الذي يواجهه أن يعتذر". لتهدأ الأمور بين المدربين بعد وصول المدرب جوزيه مورينيو لتدريب فريق تشيلسي عام 2004.

بداية نهاية "المنافسة"
في عام 2006، وصل أرسنال إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وخسر أمام برشلونة آنذاك. بعد ذلك شهد فريق أرسنال انحداراً في كل شيء، ولم يعد ذلك الفريق المنافس. طبعاً، أمست الساحة ملكاً لفيرغيسون في تلك السنوات، ليُحقق ألقاب "البريمييرليغ" ولقب دوري أبطال أوروبا.

تسامح واحترام
بين سنوات 2005 و2008، بدأت ملامح الصلح والتسامح بين فيرغيسون وفينغر تظهر أمام الجماهير، خصوصاً مع تراجع فريق أرسنال وبقاء "يونايتد" في القمة لسنوات، قبل سيطرة تشيلسي ومانشستر سيتي. فبعد أن قال فينغر في عام 2007 إنه لا يريد التحدث أبداً عن فيرغي مجدداً، فاجأ الجميع بتصريحاته في عام 2008.

وقال فينغر في عام 2008 ما لم يتوقعه أحد: "هناك تفهّم أكبر واحترام متبادل اليوم مع فيرغيسون". وربما لعب كبر السن دور في تقريب وجهات النظر، ومعرفة أنه بقي القليل من الوقت لهما في ملاعب كرة القدم.



وفي عام 2009، قال فيرغيسون عن فينغر: "لدينا الكثير من اللحظات، اليوم مدربون جُدد يأتون ويختفون بعد سنوات. الأمر يتعلق بنا نحن الاثنين، وقد نركب سوياً نحو مغيب الشمس". حتى فينغر قال: "علاقتنا شهدت صعوداً وهبوطاً. اليوم نحن في علاقة هادئة وفيها احترام".

مدربان صنعا واحدة من أعظم المنافسات في الدوري الإنكليزي، من مواقف نارية لمعارك كلامية وإنجازات خلدتها الكرة الإنكليزية، كل شيء انتهى اليوم. الحرب انتهت والاحترام وحده سائد بينهما، لأنهما حققا الكثير لمانشستر يونايتد وأرسنال.

المساهمون