اعتقالات السعودية...هل تدفع أندية كرة القدم الثمن؟

اعتقالات السعودية...هل تدفع أندية كرة القدم الثمن؟

11 نوفمبر 2017
هل يتأثر تمويل الكرة السعودية بالاعتقالات؟ (Getty)
+ الخط -

لن تكون الرياضة بمنأى عن موجة الاعتقالات في السعودية التي طاولت مجموعة من الأمراء ورجال الأعمال في إطار قرارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي وضعها في إطار "محاربة الفساد".

دعم مالي ضخم
يدعم بعض الأمراء المعتقلين حالياً أندية كبيرة في كرة القدم السعودية مثل الهلال والاتحاد والنصر وغيرها. وهو الدعم الذي دفع بالكرة السعودية إلى التطور الكبير في السنوات الماضية، وذلك لأن المال هو عصب الرياضة الشعبية الأولى في العالم.

الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة المملكة القابضة يعرف كرة القدم جيداً، فهو الراعي الرسمي الأول لفريق الهلال السعودي ويدعمه مالياً عبر عقد رعاية مع الشركة القابضة التي يملكها، والذي وُقع في منتصف الشهر الفائت بحضور الوليد بن طلال شخصياً لمباركة الصفقة.

هذه الصفقة التي عقدها رئيس مجلس إدارة نادي الهلال، نواف بن عابد، ستمنح الفريق حوالى 90 مليون ريال سعودي على مدى ثلاث سنوات (حوالى 24 مليون دولار على ثلاث سنوات) أي حوالى ثمانية ملايين دولار أميركي سنوياً.

وبعد 14 يوماً فقط من عقد الصفقة، أمست هذه الرعاية المالية في خطر بسبب اعتقال الوليد بن طلال والذي سيطاول بشكل مؤكد حسابات الشركة المالية وحساباته الشخصية ربما، وبالتالي فإن وضع الهلال المالي سيكون في مهب الريح، خصوصاً أن دعم الشركة القابضة ضخم ولا يُمكن الاستهانة به.

ومن بين المعتقلين رجل الأعمال السعودي، منصور البلوي، العاشق لنادي الاتحاد ومن أبزر الممولين للنادي في السنوات الأخيرة، حتى أنه ألف كتاباً بعنوان "أنا والاتحاد". يدعم فريق الاتحاد مالياً ومعنوياً بشكل مستمر، حتى أنه كشف في إحدى المقابلات التلفزيونية أنه صرف حوالى 400 مليون ريال سعودي على الفريق (106 ملايين دولار أميركي).

كما أنه رئيس النادي السابق للفريق الذي حصد في عهده الكثير من البطولات. ورغم أنه ترك النادي في عام 2007 إلا أن تمويله لم يتوقف بسبب حُبه الكبير للنادي. وقبل اعتقاله بأسابيع قليلة، أعلن البلوي عن نيته الترشح من جديد لرئاسة نادي الاتحاد وتقديم دعم مادي ضخم لإنقاذ الفريق من مشاكله، إلا أن ضربة الاعتقال سبقت الجميع وضربت كل آمال الاتحاد بعودة رئيسه القوي ودعمه المالي الضخم.

بيع أملاك وتمويل للأندية
ضمت قائمة المعتقلين أيضاً، الأمير تركي بن عبد الله حاكم منطقة الرياض، وهو والد رئيس فريق النصر السعودي فيصل بن تركي. يملك تركي بن عبد الله ثروة مالية طائلة لم يُحيدها عن العمل الرياضي ودعم ابنه فيصل كثيراً، حتى أنه طرح فكرة شراء فريق النصر في عام 2013.

والمثير أنه وبسبب ثروته الكبيرة حاول الصيف الفائت الدخول في صفقة كبيرة مع فريق نابولي الإيطالي واستثمار أمواله في فرق الجنوب الإيطالي العريق. وجاءت هذه الخطوة في إطار توسيع دائرة عمل الأمير تركي بن ناصر بن عبد الله في المدينة الإيطالية التي يملك فيها شركات تجارية كثيرة، ليأتي قرار الاستثمار في فريق نابولي كخطوة لتطوير عمله خارج السعودية.

وبالنسبة لابن الأمير المُحتجز تركي بن ناصر، فيصل بن تركي، رئيس فريق النصر السعودي، فهو تحدث في أكثر من مقابلة أنه باع أملاكه من أجل فريق النصر، وتحمل عبء ديون الفريق التي ناهزت حوالى 40 مليون ريال سعودي، وعندما استلم رئاسة فريق النصر دفع حوالى 200 مليون ريال سعودي.

وبعد اعتقال والده تركي بن ناصر عبد الله، سيكون فيصل في موقف حرج أمام فريق النصر السعودي لجهة التمويل المادي، خصوصاً أنه سيتأثر بشكل مؤكد في حال تم الاستيلاء على حسابات الوالد المالية في داخل السعودية وخارجها، وبالتالي لن يكون الدعم المالي لفريق النصر كما كان في السباق. فهل يُحيد فيصل نفسه والنصر عن أزمة اعتقال والده أم أن الأزمة ستطاول "العالمي" في المرحلة المقبلة؟

النقل التلفزيوني والتأثير السلبي
بالإضافة إلى إمكانية تضرر أندية كرة القدم من الأزمة وانخفاض مستوى التمويل من الأمراء ورجال الأعمال، يأتي اعتقال الوليد الإبراهيم رئيس مجموعة "MBC التلفزيونية ليثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل عقد القنوات الرياضية التابعة للمجموعة "MBC pro sports" مع الدوري السعودي، خصوصاً أن الإبراهيم كان عراب حصول القناة على نقل الدوري السعودي الممتاز لعشر سنوات قادمة مقابل حوالى 3.6 مليارات ريال سعودي.

وفي ظل هذه الأزمة التي تشهدها السعودية واعتقال الإبراهيمي قد تتأثر الميزانية المرصودة للقنوات الرياضية الناقلة للدوري السعودي، وبالتالي فإن الأندية هي المتضرر الأول من هذه المشكلة في حال وقوعها. وتعتمد أندية كرة القدم السعودية على الأرباح المالية من النقل التلفزيوني منذ استلام قناة "MBC pro sports" النقل المباشر للمباريات. وهو الأمر الذي سيجعل أرباح الأندية تتضاعف حوالى 45 مرة في السنوات العشر القادمة.

وفي التقرير المالي لأرباح الأندية في عام 2016، حصل نادي الأهلي السعودي على حوالى 15 مليون ريال سعودي أرباحاً من النقل التلفزيوني. في وقت نال فريق الهلال 14.8 مليون ريال سعودي من حقوق النقل، في وقت حصل فريق الاتحاد على 14 مليون، والتعاون نال 13 مليون ريال، أما النصر فحصد حوالى عشرة ملايين أرباحاً من النقل التلفزيوني، هذا عدا عن الأرباح المالية للأندية الأخرى التي تلعب في الدوري السعودي.

يُذكر أن مجموعة "MBC" اشترت حقوق نقل الدوري السعودي مقابل حوالى 3.6 مليارات ريال سعودي، حيثُ ينال منهم الاتحاد السعودي حوالى 30 مليون، في وقت ينال الاتحاد من عقد رعاية دوري عبد اللطيف جميل حوالى 16 مليوناً، وتنال شركة "صلة" حوالى 30 مليون ريال سنوياً كونها المسوق الأول للبطولة.

في المقابل كانت صحيفة "الوطن السعودية" كشفت في تحقيق خاص لها عن أن عقد شركة "MBC" مع الدوري السعودي مُهدد بالإلغاء بسبب إطلاق نظام خصخصة الأندية، إذ يصبح الاتحاد مجبر على زيادة حصة الأندية من الأرباح التلفزيونية أو فسخ العقد بين رابطة المحترفين والقناة الناقلة.

المساهمون