مدرب منتخب لبنان الجديد.. رحلة تحدٍ ومغامرة لبلوغ مونديال 2026

مدرب منتخب لبنان الجديد.. رحلة تحدٍ ومغامرة لبلوغ مونديال 2026

05 اغسطس 2022
منتخب لبنان يتحضر لكأس آسيا 2023 وتصفيات مونديال 2026 (فرانسوا نيل/Getty)
+ الخط -

رحلة جديدة في الكرة اللبنانية مع مدرب جديد يسعى لتحقيق إنجازٍ في بلدٍ يعاني على الصعد كافة، ولا سيما القطاع الرياضي على وجه العموم، ولعبة كرة القدم خصوصاً، في ظلّ افتقار هذا البلد إلى مقومات النجاح، بسبب ضعف المرافق الرياضية، وعدم اهتمام الدولة بتاتاً، وسط انهيار تاريخي لسعر صرف العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار الأميركي، وأزمات متلاحقة بانقطاع الكهرباء شبه الدائم والمياه والمحروقات، وحتى الخبز.

بعيداً عن معاناة الشعب اللبناني، وحتى رياضته، يأتي المدرب ألكسندر إيليتش في مهمة محفوفة بالمغامرة، ليخلف التشيكي إيفان هاشيك، الذي انتهى عقده قبل نحو 4 أشهر، خرج خلالها منتخب الأرز من الدور النهائي للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، بعد نتائج سيئة، رغم الانطلاقة الجيدة في البداية خارج أرضه.

مهمة المدرب الجديد صاحب الـ53 عاماً على الورق تبدو معروفة، فخلالها سيتحضر المنتخب لنهائيات كأس آسيا 2023، بانتظار تحديد الدولة التي ستستضيف الحدث يوم 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 من قبل المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي للعبة.

المهمة الأبرز

بعد انتهاء بطولة كأس آسيا 2023 التي من دون شك ستكون مهمة للمنتخب اللبناني في ثالث مشاركة له في البطولة، سيكون على المدرب، في حال تحقيقه نتائج طيبة، التحضير لما هو قادم على المدى الطويل، خاصة أن الفشل خلال النسخة الآسيوية قد يعني إقالة فورية إذا ما كانت النتائج كارثية. لكن بطبيعة الحال، يمتلك منتخب لبنان نوعاً من الاستقرار بعدم تلقي هزائم فادحة، معتمداً على أداء دفاعي جيد وافتقاره الكبير إلى أداء المنظومة والكرة الهجومية التي تغيب عنه، وسط فشل شبه مستمرّ في تسجيل الأهداف.

إيليتش سيكون عليه التحضير على أثرها للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، والحلم اللبناني في تحقيق إنجازٍ تاريخي ببلوغ المسابقة الأبرز سيكون كبيراً، خاصة بعد رفع عدد المنتخبات التي ستمثّل القارة الآسيوية إلى 8 بدلاً من 4 حالياً وخامس يلعب الملحق. 

ومما لا شك فيه أن وصول المدرب إلى لبنان، ومتابعته الدوري المحلي الذي سينطلق قريباً، سيعطيانه صورة واضحة عن مستوى اللاعبين المحليين، الذين ينشطون في المنتخب، أو حتى الشباب الصاعدين الذين من المفترض أن يشكلوا نواة الفريق لخوض غمار تصفيات المونديال المقبل، مع العلم أن ملف اللاعبين الأجانب والمحترفين في الخارج ستكون له أهمية كبرى لرفع مستوى المنتخب بشكل عام، والاستفادة من خبرتهم واحتكاكهم بلاعبين مميزين في القارة الأوروبية تحديداً.

مسيرة المدرب

ولد إيليتش يوم 26 يونيو/ حزيران 1969، وشغل خلال مسيرته لاعباً في كرة القدم مركزاً في الخط الخلفي، وكانت بدايته مع واحد من أشهر الأندية في بلاده، النجم الأحمر الصربي، لكنه لم ينجح في إثبات نفسه، وأُعير بعد عامٍ على انطلاق مسيرته الاحترافية لنادي رادنيتشكي نيش، الذي قضى في صفوفه 4 سنوات من عام 1991 حتى 1995، فسجل 5 أهداف في 55 مباراة، وأعير في عام 1994 لنادي قادش الإسباني، وشارك معه في 23 مباراة سجل خلالها هدفاً واحداً، ثم انتقل إلى نادي بانيلياكوس الذي لعب له 63 مباراة سجل خلالها 5 أهداف بين عامي 1995 و1997، قبل أن يتألق بصفوف كلوب بروج الذي لعب له 66 مباراة وسجل 8 أهداف، فتوج بطلاً للدوري عام 1998، والكأس عام 1996، والسوبر مرتين في 1996 و1998، ليغادر إلى أندرلخت في عام 2000، ويقضي هناك 3 سنوات حقق خلالها لقب الدوري عام 2001، والكأس عامي 2001 و2002، فسجل له 3 أهداف في 62 مباراة، وليلتحق بعدها بنادي فيتيس الهولندي عام 2004 الذي اعتزل بصفوفه.

بعد انتهاء مسيرته لاعباً، انتقل للعمل في مجال التدريب، وكانت له تجربة طويلة في المنطقة العربية، وهذا الأمر قد ينعكس جيداً على مستوى المنتخب اللبناني في الفترة المقبلة.

أشرف إيليتش على فرق الأهلي السعودي والقادسية الكويتي والرائد والباطن، إضافة إلى الشرطة العراقي، وهو الذي نال شهادة التدريب الأوروبية "يويفا برو" عام 2008، وبدأ في هذه الرحلة عام 2010 من بوابة فريق رادنيتشكي، ليذهب إلى السعودية في عام 2011 لمدّة 4 أشهر فقط، حيث عمل مساعداً للمدرب النرويجي تروند سولييد، ونجح معه في حصد لقب كأس الملك، قبل أن يعود إلى فريق رادنيتشكي الذي قاده لتحقيق لقب الدوري الصربي في موسم 2011-2012.

خلال مسيرته التدريبية، استطاع إيليتش أن يؤدي دور المنقذ مرتين لنادي الرائد السعودي، بعدما كان الأخير قريباً من السقوط لدوري الدرجة الثانية في 2016 و2018، لكن المدرب الصربي كان في الموعد ليُنجي الفريق من هذه الكارثة.

بعد تركه السعودية وانتقاله إلى العراق، نجح مع نادي الشرطة في حصد لقب كأس السوبر المحلي في عام 2019، ليعود ويعمل العام الماضي في السعودية مع نادي القادسية، والآن سيكون تدريب لبنان أول محطة له على مستوى المنتخبات، قد تكون تجربة مختلفة، بحكم أن الاحتكاك مع اللاعبين لا يحصل بشكلٍ دائم ولمدّة طويلة كما هو الحال مع الفرق، لكن كلّ الاحتمالات مفتوحة، فهل ينجح في مهمته الصعبة هذه؟

المساهمون