بارادو... المثال الذي يجب أن يعمم

بارادو... المثال الذي يجب أن يعمم

11 اغسطس 2021
آدم زرقان خريج الأكاديمية الجزائرية (Getty)
+ الخط -

يبدو أن تجربة نادي أثلتيك بارادو ستبقى رائدة في مجال التكوين، داخل منظومة كرة القدم الجزائرية، فالنادي الجزائري الصغير، الذي يمتلك أصغر قاعدة شعبية في الدوري الجزائري، يواصل تصدير لاعبيه نحو الدوريات الأوروبية، فبعد نجاح العديد من اللاعبين سابقاً في الاحتراف وحتى دقّ أبواب المنتخب الأول، مثل الثلاثي بطل أفريقيا، يوسف عطال، رامي بن سبعيني وهشام بوداوي، يعود اليوم مرة أخرى لتقديم أسماء جديدة، ستكون له كلمة في المستقبل.

نادي بارادو قام هذا الأسبوع بإتمام ثاني صفقة له بانتقال متوسط الميدان عبد القهار قادري إلى نادي كورتري المنتمي للدوري البلجيكي، بعد أيام فقط من إمضاء زميله آدم زرقان في صفوف نادي شارل لوروا، وهذا الأخير لم ينتظر كثيرا، فقد قام بحجز مكانة أساسية وسجل أول أهدافه بألوان ناديه الجديد.

النجم الشاب عبد القهار قادري بات اللاعب رقم 9 الذي تنجح الأكاديمية في تسويقه في الدوريات الأوروبية، بعد كل من يوسف عطال، رامي بنسبعيني، هشام بوداوي، الطيب مزياني، فريد الملالي، هيثم لوصيف، زكرياء نعيجي، آدم زرقان، وهذا رقم كبير مقارنة بإمكانات الأكاديمية، أو حتى تاريخها الكروي، مقارنة بأكاديمية عالمية بالقارة الإفريقية على غرار أكاديمية أسيك ميموزا في ساحل العاج، أو أكاديمية ساليف كايتا في مالي، إلا أنها تعطي بادرة أمل كبيرة حول مستقبل كرة القدم الجزائرية، وعن الدور الكبير الذي يمكن للتكوين أن يلعبه في تطوير الأندية.

وغير بعيد عن ناديي بارادو، فإن سياسة بعض الأندية الجزائرية التي باتت تعتمد على الشبان أصبحت ملهمة جداً، مثلما هو الحال مع نادي وفاق سطيف، الذي تمكن من تقديم موسم جيد رغم أن التعداد الذي يملكه يعتبر من الشباب، نفس الأمر لنادي شبيبة القبائل الذي بلغ نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية، وحقق كأس الرابطة المحلية، بتعداد من خريجي الفريق.

موقف
التحديثات الحية

سياسة الصفقات الكبيرة والأموال والبذخ، التي اتسمت بها الكرة الجزائرية في سنوات مضت، أثبتت للمرة الألف أنها مجرد وسيلة فساد لا يمكنها أن تقدم أي منتوج كروي، لذلك بات من الواجب أن تعمم تجربة بارادو على كل الأندية، وأن يصبح التكوين وأبناء الفريق هم النواة الأساسية للفرق، حتى تضطر هذه الأخيرة للعمل من أجل الجودة واختيار اللاعبين الأحسن وتكوينهم للمستقبل.

ورغم ما قيل من انتقادات لمشروع بارادو، أو ما تلاه من مشروع رئيس نفس الفريق لما كان على رأس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، فإن مشروع أكاديمية الاتحاد الجزائري لكرة القدم، التي أصبحت الآن ثلاثة، في انتظار مواصلة رئيس الاتحاد الحالي لذات المشروع بافتتاح الفرع الرابع لها مع انطلاق الموسم، فإن هذه المشاريع ستبقى بادرة الأمل لكرة القدم المحلية، والفرصة التي ينتظرها النجوم الواعدون من أجل صقل مواهبهم والسير على درب من سبقوهم لمعانقة المجد هناك في ملاعب أوروبا.

المساهمون