الزمالك.. إلى أين؟

الزمالك.. إلى أين؟

27 فبراير 2023
الزمالك من أعرق الأندية المصرية (الأناضول)
+ الخط -

يتمتع نادي الزمالك المصري بشعبية وجماهيرية عريضة بمصر والوطن العربي، تاريخُ وعراقة النادي الملكي منذ تأسيسه عام 1911، بألقاب وبطولات محلية وقارية ونجوم ورموز سطرت تاريخاً حافلاً وزاخراً لمدرسة الفن والهندسة بمختلف الرياضات.

جماهيرية وعشق وانتماء لامتناهٍ لأنصاره ومحبيه، رغم الأزمات والإخفاقات وفقدان بطولات ورحيل نجوم ورموز إلا أن شعبية النادي تتزايد بأنصار جدد وتتعمق بشكل راسخ لجماهيره ومؤيديه. 

القلعة البيضاء تمرّ حالياً بواحدة من الفترات الصعبة لعدم الاستقرار الإداري والفني وسوء النتائج بمختلف الألعاب الرياضية داخل المعسكر الأبيض، بعد انطلاقة العام الجديد 2023 نجد تراجعاً رهيباً لمختلف فرق النادي باليد والسلة والطائرة والأهم تراجع الفريق الأول بكرة القدم، بطل الدوري بآخر موسمين، بعد أن كان متصدراً للدوري قبل التوقف، لنشهد سقوطاً متتالياً وهزائم بالدوري على يد أسوان، الأهلي، المحلة وفاركو، وتعادلات مع الاتحاد والداخلية، فيما اكتفى بفوزين أمام فيوتشر وسموحة.

أفريقياً، يبدو الموقف صعباً بعد خسارتين أمام شباب بلوزداد الجزائري بالقاهرة 0-1، وأمام الترجي التونسي برادس 0-2 وتوسطهما تعادل سلبي بليبيا أمام المريخ السوداني، ويقترب من الخروج من مرحلة المجموعات للعام الثالث على التوالي.

القلعة البيضاء تمرّ حالياً بواحدة من الفترات الصعبة لعدم الاستقرار الإداري والفني وسوء النتائج بمختلف الألعاب الرياضية

يضاف إلى ذلك تنفيذ حكم المحكمة الصادر ضد رئيس النادي المستشار مرتضى منصور بالحبس لمدة شهر بقضية السب والقذف لرئيس النادي الأهلي محمود الخطيب، وذلك بعد رفض الطعن المقدم وتنفيذ الحكم وبدء البحث عن البدائل القانونية لاختيار من يخلفه من أعضاء المجلس الحالي، ثم يأتي الانقسام بين الأعضاء  باختيار البديل.

أزمات إدارية ومادية وقرارات وصراعات داخلية وخارجية داخل البيت الأبيض، تلك الأزمات أفقدت الزمالك الاستقرار الفني والإداري وأسباب أخرى على مستوى فريق الكرة، رحيل أعمدة الفريق الأول وعدم الحفاظ على القوام الرئيسي برحيل محمود جنيش، محمد أبوجبل، التونسي فرجاني ساسي والمغربي اشرف بن شرقي ومصطفى محمد ومصطفي فتحي ومحمود علاء وطارق حامد ويوسف أوباما وأخيراً إمام عاشور مع تعاقدات جديده غير ناجحة وعدم توفيقها، بتعويض الراحلين.

إضافة إلى كلّ ذلك، تأتي ضغوط نفسية على الصفقات، وسط مقارنات مع أسلافهم ممن رحلوا، أزمة عبدالله جمعه وأحمد فتوح واتهامهما بتناول المواد المخدرة، تغيّرات الجهاز الفني، رحيل أسامة نبيه المدرب العام ثم إعلان رحيل البرتغالي جيسالدو فيريرا وتولي نبيه المهمة ثم إعادة فيريرا مع الاستغناء عن معاونيه البرتغاليين.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

أزمة قيد 3 لاعبين، وهم ناصر منسي وأحمد بلحاج ومحمود شبانة، المعار مع الاتحاد المصري لكرة القدم، أزمة الرئيس وتدخل الدولة المنتظر من خلال وزارة الشباب والرياضة للفترة القادمة، وبوجود مجلس إدارة منتخب من 2021-2025، والفتاوى بشأن انتخابات وعقد جمعية عمومية، واستمرار المجلس الحالي، وتعيين لجنة مؤقتة والدخول في دوامة اللجان، كلّها اجتهادات لا بُدّ أن تحسم من أجل عودة الاستقرار للقلعة البيضاء ولابد من تضافر أبناء الزمالك دون النظر للمصالح والمكاسب الشخصية وتجنب الصراعات على المناصب والكراسي للشهرة والتربح، ووضع مصلحة المؤسسة الرياضية والصرح الرياضي الكبير الباقي بجماهيره وعشاقه وأنصاره ومحبيه والرفض التام للحديث عن المؤامرات الخارجية، لأن أغلب المشاكل في الأساس من الداخل.

الزمالك كيان كبير ليس أشخاصاً أو أسماء، كيان سيبقى بتاريخه وببطولاته ونجومه ورموزه وذلك بتضافر أبنائه المخلصين في إجلاء وتفضيل المصلحة العامة على الأمور الشخصية والمكاسب والمناصب، وقبل هؤلاء جماهيريته الجارفة والمستمرة لأبد الآبدين.

المساهمون