إيطاليا تفتتح اليورو.. هل يمكنها الفوز بها؟

إيطاليا تفتتح اليورو.. هل يمكنها الفوز بها؟

10 يونيو 2021
منتخب إيطاليا يقصّ شريط الافتتاح ضد تركيا الجمعة (جوناثان موسكروب/Getty)
+ الخط -

بعيدة جداً ليلة انهيار إيطاليا في سان سيرو، الليلة التي لامست فيها قهراً لم تصل إليه في ثمانية وخمسين عاماً. الأجواء الآن تبدو مختلفة جداً، قبل المونديال الأخير لم تكن هناك رغبة عند الإيطاليين في متابعة المباريات. حالياً، الكلّ ينتظر بفارغ الصبر موعد انطلاق البطولة. إيطاليا ستقصّ شريط الافتتاح مع تركيا. هي لفتة رمزية يستحقها هذا البلد، بعد كلّ الذي حصل معه، بداية مشاهد الرعب في أوروبا بسبب الوباء كانت من إيطاليا، وبداية مشاهد العودة الرائعة إلى الحياة من خلال بطولة أوروبا ستكون من إيطاليا أيضاً.

على الورق، إيطاليا ليست الأقوى، وهذا واضح جداً. فردياً، منتخبات مثل فرنسا تحديداً، وحتى إنكلترا، تملك لاعبين أقوى، لكن إيطاليا لم تكن يوماً مرشحة بسبب نجومها الكبار. أساساً، هي لم تفز يوماً بلقب عالمي، لأنها كانت تملك أفضل لاعبي العالم.

قوة إيطاليا لطالما كانت في المجموعة، هذا ما يؤكده كلّ المتابعين، آخرهم أنتونيو كونتى، مدرب إيطاليا في آخر بطولة كبيرة شاركت فيها قبل خمس سنوات.

روبرتو مانشيني نجح بخلق مجموعة قوية، استعادت الهيبة لإيطاليا، فريقه يبدو جاهزاً للذهاب بعيداً، لكي يكون خصماً صعباً جداً للجميع، ولما لا يمكنه بكلّ تأكيد أن يحلم باللقب.

والمجموعة المميزة سببها الأساسي الأفكار الواضحة لمانشيني، إذ يملك منتخباً من 14 لاعباً أساسياً إذا صحّ التعبير. لاعبون من نوعية كييزا وبيلوتي وإيمرسون ولوكاتيلي، هم بمثابة الأساسيين بكلّ تأكيد، وتُنتظَر عودة فيراتي، إيموبيلي حتى إشعار آخر هو مهاجمه الأساسي، إلى جانبه بيراردي وإنسيني، أفضل ثنائي صنع الأهداف في الدوري الإيطالي في السنتين الأخيرتين.

ومع صلابة الدفاع بوجود كيليني وبونوتشي، يمكن إيطاليا أن تعتمد على حارس يعتبر من الأفضل في العالم، ويبدو أن أموره النفسية ستكون أفضل بكثير مع إيجاد حل لفريقه المقبل. أما نقطة القوة لإيطاليا من دون أدنى شك، فتكمن في خط وسطها باريلا الذي يراه الكثيرون نجماً في هذه البطولة، جورجينيو الذي سيعطيه الفوز بدوري الأبطال دافعاً معنوياً كبيراً، وفيراتي الذي سيقود الإيقاع عند عودته.

لا شك في أن إيطاليا تعيش أجواءً فيها الكثير من التفاؤل، لكن المشكلة ربما كانت في أن إيطاليا لم تفز يوماً ببطولة كبيرة عندما عاشت أجواء مشابهة، ومونديال عام تسعين أكبر دليل، وهو الذي كان، بالمناسبة، آخر بطولة رسمية كبيرة على مستوى المنتخبات تستضيفها إيطاليا.

لطالما كانت انتصارات إيطاليا تأتي في أجواء صعبة. الأجواء ليست كذلك الآن، لكن مانشيني الذي نجح في تغيير عقلية اللعب في المنتخب، يريد أن يغير أيضاً هذه العقلية، يريد أن يعيد إيطاليا إلى القمة وسط أجواء التفاؤل. منتخبه ليس المرشح الأول بكل تأكيد، لكنه خصم يتمنى الجميع عدم مواجهته. هكذا كانت قوة إيطاليا دائماً، وهيبتها يبدو أنها عادت فعلاً.

المساهمون