إنتر الذي لم يتوقعه أحد

إنتر الذي لم يتوقعه أحد

23 ديسمبر 2021
انتر ميلان ومشوار لافت في الدوري الإيطالي (Getty)
+ الخط -

كانت أياما صعبة تلك التي مرت على إنتر بعد نهاية فرحة الاحتفال باللقب، اللقب التاسع عشر بعد أحد عشر عاما من الغياب، بعد سيطرة مطلقة وتاريخية ليوفنتوس، بالكاد انتهت الاحتفالات حتى عاد جمهور "النيراتزوري" إلى أسئلته الكبيرة وقلقه الدائم، ما هو مستقبل النادي، الجمهور وصل به الاحتجاج إلى التظاهر أمام مقر الفريق، كونتي يقرر المغادرة، الإدارة واضحة جدا معه، لن يكون هناك أي انتداب جديد، ما لم يتم بيع نجوم في النادي وقبل أي شيء سيتم بيع أشرف حكيمي وربما آخرين، غادر كونتي ولحقه حكيمي والضربة الأقوى للجمهور كانت بمغادرة النجم الأول والأبرز لوكاكو، تزامن كل ذلك مع عودة إليغري ليوفنتوس، ومع ميلان الذي يستمر بمشروعه الناجح، طموحات إنتر حينها كانت بمركز مؤهل لدوري الأبطال .

هكذا كانت النقاشات والآراء في إيطاليا، الأغلبية أعطت اليوفي مع إليغري حظوظا كبيرة لموسم رائع، طبعا قبل مغادرة كريستيانو، أو لميلان بيولي لكن لا أحد، لا أحد حرفيا توقع موسما كبيرا لإنتر .

هذه الترشيحات تعطي قوة أكبر لما فعله إنزاغي وماروتا قبله، الإداري الذي أثبت أنه الأفضل، حقبة يوفي التاريخية شاهدة على ذلك، ومغادرته وما حصل بعدها شاهد أكبر ربما، اختياره لكونتي أولا كما فعل مع يوفنتوس أسس للنجاح، اختياره لإنزاغي كان ضربة معلم فعلا، وما فعله إنزاغي حتى الان كان فيه معلما بكل معنى الكلمة.

المدرب الذي بدأ بالصدفة بعد قصة بييلسا الشهيرة، نجح بمنح إنتر هوية جديدة معتمدا على هويته السابقة، لم يغير كثيرا، خاصة في البداية، عما كان عليه الفريق، الأسلوب تحديدا، هو أسلوبه أيضا، ثم مع الوقت ظهرت لمساته بشكل واضح، حرية أكبر في صناعة الهجمات، تحفظ أقل، صحيح هذا يعني أن على إنتر تلقي المزيد من الفرص، وترك مساحات أكبر للمنافس، لكنه يعني تحديدا صناعة فرص أكبر وهذا ما حصل تماما، أهداف وفرص بالجملة لإنتر، التأهل في أوروبا بعد غياب عشر سنوات، الصعود في الترتيب بسرعة قياسية بعد الخسارة الوحيدة التي شكلت مفترق طرق لإنزاغي، ونجح بشكل رائع بتصحيح المسير بعدها، إنتر بعد مباراة لاتسيو شيء وإنتر قبلها شيء آخر تماما، لقب الشتاء كان تتويجا طبيعيا لما فعله الفريق.

الحديث عن الأمور الفنية يحتاج لمقال آخر، لكنه مجددا يقود لكيل المديح لإنزاغي ولماروتا تحديدا، مغادرة كونتي، لوكاكو وحكيمي كان يمكن أن تجعل أي فريق آخر يقع على قدميه، لكن عندما تملك إداريا اسمه ماروتا يمكنك أن تبقى واقفا، وهذا تماما ما حصل مع إنتر، هذا تماما ما يتمنى جمهوره أن يستمر حتى نهاية الموسم، حتى الحدث التاريخي الذي ينتظرونه منذ فترة طويلة، حدث اسمه "النجمة الثانية".

المساهمون