إدريسا غانا غي لاعب عنصري في نظرهم!

21 مايو 2022
أثارت قضية اللاعب غي جدلاً كبيراً على مدى أيام (Getty)
+ الخط -

تجديد كيليان مبابي مع النادي الباريسي، أو رحيله الى ريال مدريد، لم يعد الحدث الوحيد الذي يتصدر الصفحات الأولى لوسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية، وذلك منذ انتشار قضية اللاعب السنغالي للفريق الباريسي، إدريسا غانا غي، الذي تلقى رسالة من لجنة القيم للاتحاد الفرنسي تطالبه فيها بتقديم توضيحات للأخبار التي تحدثت عن تعمّد الغياب الأسبوع الماضي عن مواجهة مونبولييه في الجولة ما قبل الأخيرة، حتى يتجنب المشاركة في حملة دعم المثليين وتقمص شعار دعمهم التي فرضتها الرابطة الفرنسية لكرة القدم على كل الأندية واللاعبين، بغضّ النظر عن قناعاتهم ومواقفهم من ظاهرة الشذوذ الجنسي، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل فرنسية وأخرى أوروبية وأفريقية وعربية، أغلبها داعم لموقف اللاعب، ورافض لمبدأ خلط الرياضة بالسياسة أو الدين أو أية قناعات أخرى فكرية وثقافية، مؤيدة أو معارضة لأفكار وممارسات.

وبرر مدرب الفريق الباريسي غياب اللاعب بأسباب خاصة لم يذكرها، لكن التسريبات والشائعات أعطت لها بعداً تمييزياً مناهضاً للمثليين والشذوذ الجنسي، رغم أن اللاعب السنغالي لم يدل بأي تصريح ولم يعبر عن موقفه لإدارة النادي ولا لوسائل الإعلام، ليتحول الأمر إلى قضية رأي عام تصدرت وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، وأدت إلى تدخل الاتحاد الفرنسي الذي طالب اللاعب بتوضيح موقفه الذي ينمّ في تقديره عن سلوك تمييزي يرفض الآخر وليس فقط مجتمع المثلية، وطالبه أيضاً بالظهور في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بقميص يحمل شعار دعم المثليين، أو المثول أمام لجنة تحقيق ومعاقبته بسبب غيابه عن المباراة، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل متباينة في أوساط كروية وحتى سياسية.

ودخلت الجمعيات المهتمة بحقوق المثليين على الخط، وطالبت بفتح تحقيق ومعاقبة اللاعب لرفضه ارتداء قميص يحمل شعار الشواذ في اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية الجنسية ورهاب المتحولين جنسياً، وفي ذلك تمييز ضد الأقليات حسب تقديرها، بينما أعلن الرئيس السنغالي، ماكي سال، دعمه للاعب مثل زملائه الأفارقة والعرب والمسلمين الذي طالبوا بدورهم باحترام معتقدات اللاعب وعدم إجباره على مخالفة تعاليم الدين الذي يعتنقه، واحترام حريته وموقفه في عدم الترويج للشذوذ في الأوساط الكروية عبر نجوم اللعبة دون الحاجة الى الاعتذار كما يطالب به البعض، لأنه لم يتهكم على المثليين، بل رفض دعمهم انطلاقاً من معتقداته، مثلما يرفض الأوروبيون دعم الفلسطينيين في ملاعب الكرة بحجة عدم إقحام الرياضة في السياسة.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

 

إدريسا غي التزم الصمت، وإدارة النادي الباريسي لم يصدر عنها أي رد فعل لحد الآن، تجنباً لمزيد من التصعيد والتأويل في انتظار مجريات التحقيق وتداعياته، بينما أصدرت رابطة مشجعي النادي بيان دعم للاعب، ودعت إلى احترام قناعاته، خاصة أنه كان دائماً يتحلى بسلوك نموذجي فوق الميدان وخارجه، وفي مكافحة كل أشكال التمييز في مشواره الكروي، وهو التوجه نفسه الذي ذهب إليه أغلب ردود الفعل الداخلية والخارجية التي أجمعت على رفض إجبار لاعب الكرة على فعل شيء لا يريده، وخصوصاً في بلد يرفع شعار الحرية والأخوة والمساواة للجميع، وإدريسا غي لم يؤيد المثليين ولم يعارضهم، وهو حر في فعل ذلك من عدمه ما دام لم يسئ إليهم انطلاقاً من مبادئه وقيم دينه التي تحترم الإنسان وتكرمه.

أما الحضارة التي تدعو إلى احترام حرية المثليين وتحرم اللاعب السنغالي حريته في التعبير والتصرف، فهي مجرد كذبة لا يمكن تصديقها، خاصة أنه وقّع مع النادي الباريسي لممارسة الكرة، لا لتأييد الشذوذ أو معارضته.