عن هوس الجاليات بالأوطان

عن هوس الجاليات بالأوطان

24 فبراير 2019
مرض المهاجرين بالأوطان(العربي الجديد)
+ الخط -

لا شك أن جالياتنا العربية في الغرب ليست، كما يتصور اليمين المتطرف، متعلقة، بشكل مَرَضي، بأوطانها، ولا مهووسة بكل ما هو ماضويّ وتقليدي. إنها ولجت، من دون رجعة، عالَم المواطَنَة. أي الإحساس بأن المرجعيات هي ما يوحد بين المواطنين، من أجل العيش المشترك، وليست الولاءات البعيدة.

ولعلّ من يتأمل الاستفتاء السنوي الكبير الذي تجريه صحيفة لوجورنال دي ديمانش، والشخصيات التي تحتل الصدارة، ويتعلق الأمر باستفتاء يشارك فيه فرنسيون وعرب بكثافة، يكشف ابتعاد أي بعد انعزالي وانزوائي، ما يعكس اندماجاً ناجحاً.
هذا الاستفتاء تربَّع عليه، قبل سنوات، عرب ومهاجرون، وعلى رأسهم الفرنسي من أصول جزائرية، زين الدين زيدان، والممثل العالمي من أصول سنغالية، عمر سي. وقد حلّ هذا الأخير ثانياً، كما العام الماضي، فيما عاد زيدان، سادساً، بعد غياب. وطبعاً يوجد فرنسيون آخرون، من أصول مهاجرة، كلاعبي كرة القدم الموهوبين كيليان مبابي ونغولو كانتي، والفكاهي جمال دبوز، والمنشط التلفزيوني، من أصول مصرية، ناجي، والممثل جاد ميراد.

ومن الطريف أن رجال الساسة خرجوا من قائمة الخمسين في هذا الاستفتاء، وهو ما يعني أن الزمن تغيّر، وأن الفرنسيين من أصول عربية لم يعودوا يراهنون على السياسيين، مهما اختلفت مشاربهم السياسية. أي أن الرهان أصبح على المجهود الفردي، المرتكز على المثابرة واستثمار الطاقات.

وهذا ما جعل الفرنسيين يكرسون سنة 1998 زين الدين زيدان ملكاً على فرنسا في "ساحة ليتوال"، وصورته على "قوس النصر"، وهو ما جعل، أيضاً، "بلال حساني"، المرشحَ الأوفرَ حظاً لتمثيل فرنسا في مسابقة الأورو-فيزيون، وهو من أصول مغربية، من خلال أغنيته، ولا أكثر وضوحاً: "مَلك".

دلالات

المساهمون