ليس كل الأمهات يقرأن للصغار

ليس كل الأمهات يقرأن للصغار

08 مارس 2017
دقائق القراءة للأطفال لا تعد عبئاً ثقيلاً مقارنة بأهميتها(Getty)
+ الخط -
ربما لضيق وقتي وزحمة الحياة تخليت عن عادات كثيرة كنت أمارسها قبل زواجي كممارسة رياضة المشي والقراءة، وهذه الأخيرة تحديدا من أكثر ما ندمت على عدم ممارستي لها مع أطفالي، كنت أظن أني متفردة وشاذة عن قاعدة الأمهات وأنهن جميعا يقرأن حقا لأبنائهن منذ الولادة وحتى يكبرون، فتكبر معهم فكرة حب القراءة والاطلاع واختيار الكتب والاحتفاظ بها وقراءتها بأنفسهم، ولكنني في جلسة مع بعض صديقاتي وجدت أننا مشتركون بشكل أو بآخر في تقصيرنا مع أبنائنا في دفعهم للقراءة المنزلية. 

تبرر هبة (والدة طفلين) عدم قراءتها لابنيها قائلة لـ "العربي الجديد": المناهج التعليمية دسمة للغاية وبالكاد ننهي واجباتنا المدرسية، فهل هناك متسع أو حتى رغبة في أن أدفع طفلي للقراءة خارج المنهاج الدراسي حتى ولو في مجال يحبه؟ حتى إذا كانت لديه الرغبة في القراءة قبل موعد نومه، فإلحاحي عليه أن ينام في موعده يظل يؤرقني ويجبرني أن آمره ليترك ما يقرأ ليأخذ حصته من النوم بشكل كاف".

أما رباب فتقول إنها وبسبب توفر قليل من الوقت لديها فإنها تقرأ لابنتها الوحيدة، تقول: "لي طفلة في الخامسة ونحن نقرأ سويا قصة قبل النوم ونستخرج منها المواقف والعبر. ربما لو رزقني الله بأخ لها قد يتغير الوضع، فبالكاد أجد وقتاً لحكاية قبل النوم".

أما علياء فتشيد على أن نظام مدرسة أطفالها يخصص جدولا أسبوعيا للطلبة لقراءة بضع صفحات من أي قصة مع تحديد عنوان تلك القصة، والموعد المخصص لقراءتها، والمدة التي قضاها الطفل في القراءة، وإمضاء ولي الأمر وكذلك إمضاء المعلمة، وتضيف أنه لولا صرامة المدرسة وتشجيعها الأطفال على القراءة لما عرفت كيف تفعل ذلك بنفسها مع أولادها الثلاثة، الذين يستنزفون الكثير من وقتها في الانتهاء من الواجبات وإعداد الطعام وغيره من متطلباتهم.

على الجانب الآخر تقول سلمى: "لم أكن أتخيل أن احترامي لرغبات طفلي في القراءة سيشجعه على القراءة مثل اختياره للوقت المناسب لقراءة القصة، موضوع القصة، احترام رغبته في رفضه للقراءة جعلت منه طفلا حرا في قراءاته، وبدوري لم أمارس عليه أية ضغوط أو إجبار لقراءة قصة أو موضوع معين".

وتؤكد ريم رأي سابقتها قائلة إن والدتها أهدت طفلها مجلدا مصورا عن إحدى الشخصيات التي يحبها ابنها، وبالرغم من أنه لا يستطيع القراءة بشكل جيد حتى الآن إلا أن المجلد ساعده على تصور خط سير أحداث القصة من خلال الصور. وتضيف ريم أن مجرد سردها لأحداث القصة لطفلها عزز من علاقتها معه، خاصة حينما تطوع صوتها وفقا للشخصيات وتعلو ضحكات صغيرها بالغرفة.

ربما ندفع أطفالنا للقراءة خارج إطار المدرسة إذا لم نكتفِ نحن كوالدين بتحفيزهم على القراءة، بل وكنا قدوة لهم أيضا. لذا يمكننا تشجيعهم من خلال بضع خطوات:

• استبدال الشكل التقليدي للكتب بكتب 3D أو أحجام كبيرة جدا غير مألوفة، وربما استعنا بقصص كرتونية مصورة مقروءة.
• وضع جدول لتحديد عدد الصفحات المقروءة بشكل يومي وعدد الكتب المنتهي من قراءتها شهريا، وتتم المكافأة بقدر الجهد المبذول.
• من الممكن تحويل القصة المصورة لشخصيات تمثيلية درامية كأن تؤدي الأم دور الأرنب والطفل دور الأسد.
• إعداد مسابقة طريفة بين الأخوة في تحديد أكبر عدد من الكلمات المقروءة في وقت محدد، مما يخلق جوا تنافسيا لطيفا بينهم.
• حضور الأطفال لفعاليات معارض الكتب ومشاركتهم في اختيار الكتب التي يرغبون في اقتنائها يحمّلانهم قدرا من المسؤولية تجاهها.
• توفير مكتبة في غرفة الطفل برفوف ملونة جذابة ترص فيها كتب متنوعة بشكل يحفزه على القراءة.

وأخيرا فإن صناعة القارئ الصغير تحتاج لمزيد من الصبر والتروي، فالفائدة العائدة على الطفل وعلى الأسرة من القراءة المستمرة تستحق الكثير من الجهد.

المساهمون