الراعي الرسمي

الراعي الرسمي

22 يناير 2017
أقرب دائماً إلى إسرائيل (فرانس برس)
+ الخط -
لا يمكن الحديث عن الولايات المتحدة والقضية الفلسطينية من دون الوقوف عند الدور الذي لعبته واشنطن في مفاوضات التسوية السياسية مع الاحتلال الإسرائيلي منذ مؤتمر مدريد الشهير، مروراً باتفاقات أوسلو، وصولاً إلى المحاولات الكثيرة لإحياء العملية السياسية تحت المظلة الأميركية.
للوهلة الأولى، ومع بدء الحديث عن مسار سياسي فلسطيني إسرائيلي، وهو الأمر الذي ظهر بعد مؤتمر مدريد، كان من المفترض أن تكون الرعاية مشتركة، أميركية مع الاتحاد السوفييتي قبل انهياره، وهو ما بقي شكلياً بعد الانهيار في 1990، غير أن واقع الحال، والمشهد الجيوسياسي العالمي، أعطى الولايات المتحدة السيطرة التامة على هذا الملف، مع دور شكلي، لا قرار فيه، لبعض دول الاتحاد الأوروبي. الأمر هذا اتضح خصوصاً في عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والذي رعى منفرداً توقيع الاتفاقات السلمية العربية الإسرائيلية، أي اتفاقات أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، وبعدها اتفاق وادي عربة بين الأردن ودولة الاحتلال.

تبعت ذلك محاولات عدة لإتمام الأجزاء الأخيرة من المفاوضات، والوصول إلى اتفاق نهائي، وهو أمر كاد أن يتم التوصل إليه في عهد بيل كلينتون في كامب ديفيد، غير أن التعنت الإسرائيلي والانحياز الأميركي حالا دون ذلك، لتدخل مرحلة الرعاية الأميركية في سبات مع جورج بوش الابن، قبل أن يحاول إنعاشها في أيامه الأخيرة عبر مؤتمر أنابوليس، الذي سعى إلى إضفاء شكل من الرعاية الدولية على العملية، غير أنه بقي تحت الجناح الأميركي، وانتهى أيضاً إلى فشل ذريع.

الفشل استمر في السنوات اللاحقة، ويبدو أنه سيمضي قدماً في الأيام المقبلة، بعدما أخفق باراك أوباما في محاولات متعددة بإعادة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الطاولة، وذلك بسبب الرفض الإسرائيلي التام لجهود وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وهو ما أدركته الإدارة الأميركية جيداً، وحاولت "معاقبة" إسرائيل وحمايتها في الوقت نفسه. فبعد الامتناع عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد تجريم الاستيطان، سارعت إلى الانتقال إلى باريس لحماية إسرائيل من أي مشروع قرار دولي يتم التوافق عليه، والتوجه به نحو مجلس الأمن.
ما سبق هو ملخص بسيط للدور الأميركي، كراع رسمي للمفاوضات، لعبت فيه واشنطن دور الخصم والحكم في آن.

(العربي الجديد)