في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة: حرب على فلسطينيات غزة

في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة: حرب على فلسطينيات غزة

25 نوفمبر 2023
النساء في غزة ضحية عنف لا مثيل له في الوقت الراهن (بلال خالد/ الأناضول)
+ الخط -

في عالمنا اليوم، حيث يسيطر العنف بأشكاله المختلفة وحيث تبدو الكلمة الأخيرة له في أكثر من نطاق، ولعلّ الحرب التي تُشَنّ على قطاع غزة خير مثال، يحلّ اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة في الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني.

صحيح أنّ هذه المناسبة أُدرجت على رزنامة الأمم المتحدة للأيام العالمية في مثل هذا اليوم، لكنّ الفعاليات المرتبطة بها تمتدّ على 16 يوماً بهدف مناهضة العنف ضدّ المرأة، وتنتهي في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الذي يحلّ فيه اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

وبحسب القائمين على هذا اليوم وعلى حملة الأيام الـ16، من الممكن لأيّ شخص أن يتعرّض للعنف القائم على النوع الاجتماعي، غير أنّ النساء هنّ اللواتي يتأثّرنَ به أكثر من سواهنّ، بغضّ النظر عن أعمارهنّ أو خلفياتهنّ أو مواقعهنّ. بالتالي تأتي الجهود المبذولة انطلاقاً من أنّ كلّ امرأة نستحقّ أن تعيش حياة متحرّرة من العنف.

وفي حين تنشط منظمات نسوية وجهات مختلفة من أجل تحقيق هدف في إطار الحملة التي أُطلقت اليوم لمناهضة العنف ضدّ المرأة، تتعرّض عشرات آلاف النساء في الوقت الراهن لعنف لا مثيل له، وإن لم يكن عنفاً قائماً على النوع الاجتماعي. ففي قطاع غزة المحاصر الذي تستهدفه قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخمسين بحرب شرسة، تعاني النساء الفلسطينيات.

ووفقاً لبيانات كشفتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث، أوّل من أمس الخميس، فإنّه يُسجَّل استشهاد سبع نساء كلّ ساعتَين واثنتَين من الأمهات كلّ ساعة.

وإلى جانب ذلك، تتعرّض فلسطينيات غزة إلى انتهاكات كثيرة تُصنّف في إطار العنف، لعلّ الحرب هي الانتهاك الأكبر أو المظلّة التي تأتي تحتها انتهاكات عديدة، من بينها غياب الأمان والتهجير والنزوح والتهديد والاستهداف العسكري والإصابة وغياب الخدمات الصحية والجوع وفقدان الخصوصية وغير ذلك.

وفي تدوينة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة، عبّرت منظمة الأمم المتحدة للمرأة عن "قلق عميق إزاء سلامة النساء والفتيات في قطاع غزة، وإزاء حاجتهم الماسة إلى الأمان والحماية من كلّ أشكال العنف". وأشارت المنظمة إلى أنّ المعنيين فيها التقوا بمنظمات فلسطينية تُعنى بشؤون المرأة، و"أكّدنا على دعمنا النساء والفتيات في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".

وتؤكد الأمم المتحدة، التي تنخرط وكالات عدّة تابعة لها في حملة الأيام الـ16 لمناهضة العنف ضدّ المرأة، أنّ العنف ضدّ المرأة واحد من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعاً في العالم. وتشير التقديرات إلى أنّ امرأة واحدة من بين كلّ ثلاث نساء تتعرّض لعنف جسدي و/أو جنسي مرّة واحدة في حياتها على أقلّ تقدير، الأمر الذي يعني 736 مليون امرأة على مستوى العالم. كذلك فإنّ 86 في المائة من النساء يعشنَ في بلدان لا تتوفّر فيها أنظمة حماية قانونية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ البلدان تخصّص قدراً ضئيلاً من الموارد الاقتصادية في هذا السياق، وهو أمر يثير القلق. ويُحكى كذلك عن حاجة إلى مزيد من الموارد المالية للمنظمات النسائية، وإدخال تحسينات على التشريعات وإنفاذ العدالة، وتقديم الخدمات للناجيات، وتدريب الموظفين المكلّفين بإنفاذ القانون.

من هنا، تطلق الأمم المتحدة نداءها "اتحدوا!" من أجل "الاستثمار لمنع العنف ضدّ النساء والفتيات"، مشدّدة على أنّ "لا عذر" لعدم الانخراط في ذلك.

وفي اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة وفي انطلاق حملة الأيام الـ16 في هذا السياق، ثمّة تأكيد أنّ العنف ضدّ المرأة ما زال يمثّل حاجزاً في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام، وكذلك استيفاء الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة. وبحسب القائمين على هذه الفعاليات، فإنّه من غير الممكن إجمالاً تحقيق وعد أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة "عدم ترك أحد خلف الركب" من دون وضع حدّ للعنف ضدّ المرأة.

تجدر الإشارة إلى أنّ إعلان القضاء على العنف ضدّ المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1993، يعرّف "العنف ضدّ المرأة" بأنّه "أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتّب عنه أو يُرجَّح أن يترتّب عنه أذى أو معاناة للمرأة سواءً من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواءً حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة".

المساهمون