الفلبينيّون يختبئون من إعصار "هاغوبيت"

الفلبينيّون يختبئون من إعصار "هاغوبيت"

05 ديسمبر 2014
من خلف نافذة مركز الإجلاء ينتظر الإعصار (فرانس برس)
+ الخط -

بدأ مئات آلاف الفلبينيّين الجمعة يبحثون عن ملجأ لهم في الكنائس والمدارس والمراكز الرياضيّة، تحسباً لما قد يحمله معه الإعصار "هاغوبيت" الذي يقترب من الأرخبيل المعتاد على كوارث سوء الأحوال الجويّة.

وقد يكون "هاغوبيت" أكبر عاصفة تجتاح الفلبين هذا العام، إذ من المتوقع أن تلحق أضراراً في أكثر من نصف الأرخبيل. ويأتي ذلك بعدما كان الإعصار "هايان" العنيف قد خلّف قبل نحو عام خراباً ودماراً في مناطق وسط شرقي البلاد.

لكن وكالات الأرصاد الجويّة كانت قد نشرت آراء متباينة بشأن مسار "هاغوبيت" الذي قد يلامس اليابسة مساء السبت أو الأحد. وفي الانتظار، تقوم السلطات بإجلاء أكثر من خمسمائة ألف عائلة مقيمة في شرق الفلبين، أي نحو 2.5 مليون نسمة، تحديداً في منطقة بيكول.

وأوضح المدير المحلي للدفاع المدني برناردو أليخندرو أنه "تتم حالياً تعبئة كل الموارد"، مضيفاً أن وسائل نقل السلطات المحليّة والجيش وضعت كلها في تصرّف عمليات الإجلاء.

وبيكول منطقة زراعيّة وكذلك للصيد البحري، تقع إلى شمالي المناطق الأكثر تضرراً بإعصار هايان الذي اجتاح الفلبين في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2013 والذي خلّف أكثر من 7350 قتيلاً.

وكان هايان الذي تشكّل في المحيط الهادئ، قد أتى مصحوباً برياح عاتية لم يسبق لها مثيل على اليابسة وكذلك بأمواج عملاقة اجتاحت مياهها الساحل.

وفي تاكلوبان إحدى المدن الأكثر تضرراً من هايان، لجأ مئات الأشخاص الى مركز رياضي الجمعة. وتقول ريتا فيلادوليد (39 عاماً) "تعلمنا مع هايان"، مضيفة أن "الجميع يرتعد خوفاً". وقد لجأ سكان آخرون من هذه المدينة الساحليّة الواقعة في جزيرة ليتي، إلى المدارس والكنائس والمباني الأكثر متانة في المدينة، فيما توجّه الميسورون إلى الفنادق.

وأفادت وكالة الأرصاد الوطنيّة "باغاسا" بأن "هاغوبيت" ضعف قليلاً الجمعة، مع رياح خفّت سرعتها إلى 195 كيلومتراً في الساعة فيما تواصل العاصفة طريقها في المحيط الهادئ باتجاه الأرخبيل.

وخفّض مركز مراقبة الأعاصير المشترك في البحريّة الاميركيّة بدوره مستوى "هاغوبيت" الجمعة، من إعصار فائق القوة إلى إعصار. ومن المتوقّع أن يمتد وقع الإعصار على شريط يزيد عرضه عن ستمائة كيلومتر، ما يعني أن التهديد يطال نحو 50 مليون شخص، أي نصف التعداد السكاني، بحسب ما أوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعيّة كورازون سليمان لوكالة "فرانس برس". أضافت سليمان أنه تمّ الجمعة إجلاء نحو مئة ألف عائلة، أي نصف مليون شخص.

وتوقّعت "باغاسا" أن يكون "هاغوبيت" أعنف إعصار يجتاح الأرخبيل هذه السنة. وهو سيضرب 55 إقليماً من أقاليم البلاد البالغ عددها 85، فيما ستسجّل عين الإعصار في الإقليمين الشرقيّين سامار وليتي قبل التوجّه نحو وسط الأرخبيل. أما المركز الأميركي، فرأى أنه سيمرّ في شمالي سامار ثم سينحرف نحو الغرب ليجتاز العاصمة مانيلا التي تعدّ 12 مليون نسمة.

وفي تموز/يوليو الماضي، لقي أكثر من مئة شخص حتفهم لدى مرور الإعصار "راماسون". وتتعرّض الفلبين - من البلدان النامية التي يقدّر عدد سكانها بمئة مليون نسمة - بشكل منتظم لكوارث التقلبات الجويّة، ويجتاحها في كل عام عشرون إعصاراً كمعدل وسط.

والأرخبيل غالباً ما يشكّل أول كتلة يابسة كبيرة تواجه الأعاصير التي تتشكل في المحيط الهادئ، لكن العلماء يعتبرون أن قوة العواصف في السنوات الأخيرة تعود إلى التغيّر المناخي.

ويذكر أنه في كانون الأول/ديسمبر 2012، لقي أكثر من 1900 شخص حتفهم أو اعتبروا في عداد المفقودين، عندما ضرب الإعصار "بوفا" جزيرة مينداناو الجنوبيّة، وهي منطقة قلّما تتأثر بهذا النوع من تقلبات الطقس. وقبلها، في كانون الاول/ديسمبر 2011، أودت العاصفة المداريّة "واشي" بحياة 1268 شخصاً وتسبّبت بفيضانات كبيرة في مينداناو أيضاً. واعتبر كل من "هايان" و"بوفا" و"واشي" العواصف الأكثر دمويّة في العالم في السنوات الثلاث الأخيرة.