8 مليارات معرضون للإصابة بالملاريا وحمى الضنك بسبب الاحتباس الحراري

8 مليارات شخص معرضون للإصابة بالملاريا وحمى الضنك بسبب الاحتباس الحراري

09 يوليو 2021
السكان المعرّضون لخطر الإصابة بالأمراض قد يزدادون بحوالي 4.7 مليارات(بيدرو ماتي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "The Lancet Planetary Health" أنّ أكثر من 8 مليارات شخص قد يتعرّضون لخطر الإصابة بالملاريا وحمى الضنك، وهو مرض يُنقل بالبعوض وينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم، بحلول عام 2080، إذا استمرّت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع بلا هوادة.

ويقدّر فريق البحث، بقيادة كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM)، وبمشاركة خبراء من جامعة أوميو بالسويد، أنّ هذا السيناريو يعني أنّ السكان المعرّضين لخطر الإصابة بالأمراض قد يزدادون بما يصل إلى 4.7 مليارات شخص إضافي (مقارنة بالفترة ما بين 1970-1999)، لا سيما في المناطق الحضرية، إذا ارتفعت درجات الحرارة بحوالي 3.7 درجات مئوية بحلول عام 2100.

واستخدم الفريق مجموعة من النماذج لقياس التأثير المحتمل لتغيّر المناخ، سواء لقياس التأثير على طول موسم انتقال الأمراض، أو على حجم السكّان المعرّضين لخطر الإصابة، وتوصلوا إلى عدة نتائج، من أبرزها:

أولاً: بالنسبة للملاريا، يقدّر أن نحو 8.4 مليارات شخص معرّضون للخطر في عام 2078 (أي 89.3 في المائة من عدد سكان العالم المقدّر بـ9.4 مليارات نسمة) مقارنة بمتوسط 3.7 مليارات خلال الفترة 1970-1999 (أي ما كان يمثّل 75.6 في المائة من عدد سكان العالم المقدر بـ4.9 مليارات).

ثانياً: بالنسبة لحمى الضنك، قدّرت الدراسة أنّ نحو 8.5 مليارات شخص معرّضون للخطر في عام 2080 مقارنة بمتوسط 3.8 مليارات في 1970-1999.

أما على مستوى انتشار الأمراض، فقد تبيّن أنّ مرض الملاريا قد يزداد تدريجياً نتيجة لارتفاع درجة حرارة المناخ في معظم المناطق الاستوائية، وخاصة مناطق المرتفعات في المنطقة الأفريقية (مثل إثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا)، ومنطقة شرق البحر المتوسط (مثل الصومال والمملكة العربية السعودية واليمن)، وفي القارة الأميركية (مثل البيرو والمكسيك وفنزويلا). من المتوقع أن تزداد ملاءمة حمى الضنك في الغالب في المناطق المنخفضة في منطقة غرب المحيط الهادئ (مثل غوام وفانواتو وبالاو) ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط (مثل الصومال وجيبوتي)، وفي مناطق المرتفعات في القارة الأميركية (مثل غواتيمالا وفنزويلا وكوستاريكا).

وأبرزت الدراسة أنه إذا استمرت مستويات الانبعاثات في الارتفاع عند المستويات الحالية، فإنّ المناطق المدارية المرتفعة (أكثر من 1000 متر فوق مستوى سطح البحر) في مناطق مثل إثيوبيا وأنغولا وجنوب أفريقيا ومدغشقر يمكن أن تشهد ما يصل إلى 1.6 شهر إضافي لانتقال الملاريا في 2070-2099 مقارنة بالفترة الممتدة بين 1970-1999.

وتوقّعت الدراسة أن يزداد طول موسم انتقال حمى الضنك بما يصل إلى أربعة أشهر إضافية في مناطق الأراضي المنخفضة الاستوائية، في جنوب شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء وشبه القارة الهندية.

توقّعت الدراسة زيادة إجمالية في عدد السكان المعرّضين لخطر الإصابة بالملاريا وحمى الضنك على مدار القرن. ومع ذلك، فإنّ التأثير من شأنه أن ينخفض بشكل كبير إذا تمّ اتخاذ إجراء لتقليل الانبعاثات العالمية، وفقاً للنمذجة.

 

بحسب المؤلف الأول للدراسة، فيليب كولون غونزاليز، الأستاذ المساعد في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فإنّ هذه النتائج تسلّط الضوء على ضرورة تقليل الانبعاثات للحدّ من تغيّر المناخ، ويقول: "على صانعي السياسات ومسؤولي الصحة العامة الاستعداد لجميع السيناريوهات، بما في ذلك تلك التي تظلّ فيها الانبعاثات عند مستويات عالية، والعمل على خفض الانبعاثات نظراً للنتائج الضارة على الصحة العامة".

وتظهر النتائج ضرورة العمل للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ما دون 2 درجة مئوية. 

تقتل الملاريا أكثر من 400 ألف شخص كل عام، معظمهم من الأطفال، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وفي عام 2019، أصابت الملاريا نحو 90 في المائة من مجموع 230 مليون شخص أفريقي.

في الوقت الحالي، يعدّ العلاج المركب المكون من مادة الأرتيميسينين أفضل علاج متاح لمرض الملاريا، فيما لا يوجد علاج محدد لحمى الضنك. ولا يتم الإبلاغ عن المرض بشكل كافٍ، مع تعرّض ما يقرب من نصف سكان العالم للخطر. وتشير التقديرات إلى أنّ حمى الضنك تصيب ما بين 100 مليون و400 مليون شخص كل عام وتقتل 20 ألف شخص.

بدورها، سلّطت راشيل لوي، الأستاذة المشاركة في LSHTM ومؤلفة أخرى للدراسة، بحسب صحيفة "ذا غارديان"، الضوء على الأماكن التي شهدت ارتفاعات كبيرة في أمراض الملاريا وحمى الضنك في الفترة الماضية، فأشارت إلى أنّ بعض البلدان، مثل إريتريا والسودان وكولومبيا، شهدت عودة ظهور الملاريا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مضيفة أنّ عدد حالات حمى الضنك التي أبلغت بها منظمة الصحة العالمية زاد بأكثر من ثمانية أضعاف خلال العقدين الماضيين، من 505430 في عام 2000 إلى 5.2 ملايين في عام 2019.

واعتبرت أنّ "هذه الأرقام ما هي إلّا نموذج لما يمكن أن يحمله المستقبل القريب لأجيالنا في حال عدم إيلاء الاهتمام الضروري بمعالجة الانبعاثات الحرارية".

المساهمون