مواليد 1964 في ألمانيا.. الأكثر سعادة

مواليد 1964 في ألمانيا.. الأكثر سعادة

09 نوفمبر 2014
زادت ولادات عام 1964 عن مليون طفل (فوتو كوميونيتي)
+ الخط -
في مثل هذا اليوم هُدم جدار برلين. كثيرون من الألمان عاشوا المرحلتين. أُطلق على هؤلاء أطفال الجدار ورجال الوحدة. اهتم الباحثون برصد حياة هؤلاء وتحليلها. وأعلنت دراسة حديثة أن عام 1964 شهد أعلى نسبة ولادات في ألمانيا، لم تتكرر في التاريخ الحديث. حتى أن إحدى الصحف الألمانية علّقت على الدراسة قائلة إن "أيادي القابلات القانونيات في المستشفيات لم تتوقّف عن حمل الأطفال في ذلك الوقت".

في ذلك العام، كان يولد نحو 3500 طفل يومياً، ليتجاوز عددهم المليون وثلاثة آلاف طفل مع نهاية العام. في المقابل، لا يتجاوز عدد الأطفال الذين يولدون سنوياً 700 ألف اليوم. واحتفل مواليد عام 1964 بعيد ميلادهم الخمسين هذا العام، الذي يعني كثيراً للألمان. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من مواليد هذا العام هم من المشاهير في البلاد، على غرار الملاكم هينري ماسكة، والمغني نيكول، وغيرهم من الشخصيات المؤثرة.

أعوام ألمانيا الأقوى 

ومع صدور الدراسة، كثرت التحليلات المتعلقة بشخصيات هؤلاء الأطفال. هل هم الأكثر سعادة وحظاً في ألمانيا، أم الأكثر شقاءً على سبيل المثال؟ كيف عاشوا؟ هل يختلف الطفل في ألمانيا الشرقية عن نظيره في الغربية؟ ما الذي ينتظرهم في المستقبل؟ 

أعاد موقع "إن تي في" الألماني نشر مقتطفات من كتاب جوشن أرنتس عن مواليد ألمانيا في فترة الستينيات، الذي حمل عنوان "أعوام ألمانيا الأقوى". تضمّن الكثير من التفاصيل عن حياة هؤلاء الأطفال. قال إنهم الأكثر سعادة في ألمانيا. أضاف: "صحيح أنه في ذلك الزمن، كان نحو 30 تلميذا يدرسون في صف واحد، عدا عن صعوبة التسجيل في الجامعات بسبب كثرة الطلاب، وازدحام الأندية الرياضية، لكنّ الحياة الجماعية كانت مدهشة. ونادراً ما يكبر أحدهم من دون أشقاء.
الأسر كانت مفعمة بالحيوية. تجتمع حول مائدة الطعام". يضيف: "أشهر أسماء الفتيات في تلك الفترة كانت سابينا، سوزانة، مارتينا. وبين الذكور، انتشرت أسماء توماسن، ميشائيل، أندريه".

اختلف الوضع اليوم. لم تعد الأسر تنجب الكثير من الأطفال. يكبر غالبيتهم من دون أشقاء. حكى أرنتس الكثير عن هذا الجيل. قال إنه "عرف اللهو في الخارج. كان الأطفال يلعبون في باحة المنزل الخارجية أو في الحدائق، ولا يعودون إليه إلا مع حلول المساء. يركبون الدراجات الهوائية مع الأصدقاء. والأهم هو مراقبة الأهل لأدق تفاصيل حياتهم الخاصة".

وأكد أن هؤلاء الأطفال "تمتعوا بثقة عالية بالنفس"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه "لا يرى فرقاً بين أطفال ألمانيا الشرقية والغربية. فقد كانوا متشابهين إلى حد كبير. أحبوا الموسيقى وتأثروا بها".

عاش مواليد عام 1964 جزءاً من حياتهم في ظل جدار برلين، ثم في عصر الوحدة. هي تجربة فريدة. هم أطفال الجدار ورجال الوحدة في آن. لكن يمكن ملاحظة بعض الفروقات اليوم.

على سبيل المثال، إذا رأيت رجلاً من هؤلاء يحتفل بعيد ميلاده الخمسين، وإلى جانبه طفل يلهو، فاعلم أنه حفيده وأنه "ألماني شرقي". الأمر مختلف بالنسبة للذين عاشوا طفولتهم في ألمانيا الغربية. فهذا الطفل هو ابنه على الأرجح وليس حفيده.

فضّل هؤلاء العمل على تطوير مهنتهم على حساب تأسيس أسرة، بينما لم يكن الأمر على هذا النحو في ألمانيا الشرقية، علماً أن نسبة البطالة فيها وصلت إلى الصفر في فترة معينة. كان العمل متوفراً للجميع. وبعد هدم الجدار، لجأ العاطلون عن العمل في ألمانيا الغربية إلى الشرقية.

في المقابل، وصف عالم الاجتماع الألماني بول نوليتي جيل 1964 بـ "الضائع". قال إن "الذين ولدوا في زمن السلم لم يعانوا ويلات الحرب، على غرار قلة المواد الغذائية. هم أبناء لأهل عايشوا الحرب. لذلك، لم يكن لديهم الكثير من الصعوبات. لكنهم لم يدركوا هذا النعيم". أضاف أن "التحديات الكبرى هي التي تصنع السعادة"، محملاً المسؤولين أخطاء تلك المرحلة".

وتجدر الإشارة إلى أن أطفال 1964 سيشكلون النسبة الأعلى من المتقاعدين بعد عشر سنوات، ما يعني أنهم الفئة التي ستتقاسم الموارد القليلة في المستقبل. لذلك، يلفت كثيرون إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية لتوفير الراحة والرفاهية لهؤلاء، عندما يصبحون من دون عمل".

بعض من مواليد هذا العام الذين التقتهم "العربي الجديد"، قالوا إننا "عشنا طفولة سعيدة، لم نكن محرومين الطعام مثل آبائنا وأجدادنا. ولا أرى أبنائي أكثر سعادة مني. على العكس، يعانون اليوم لإيجاد فرص عمل".


دلالات