أزهر الربيع الألماني.. فهل يزهر ربيعنا؟!

أزهر الربيع الألماني.. فهل يزهر ربيعنا؟!

04 نوفمبر 2014
+ الخط -
تحتفل العاصمة الألمانية، برلين، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، باليوبيل الفضي لتحقيق الحلم، الذي ظل يراود الألمان عقودا، بإعادة قيام ألمانيا الموحدة وإنهاء الحقبة النازية من تاريخ البلاد، ذلك التاريخ، الذي أنهوا فيه الانقسام وحطموا الجدار الذي شطر بلادهم لسنوات منذ 13 أغسطس/آب 1961 وحتى 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1989، فتقطعت روابط وتشتتتْ أسر وتزايدتْ آلام.
ويستعد الألمان لأسبوع حافل بالفعاليات، ابتهاجا بالحدث وذكراه، واحتفاءً بما حققوه خلال عقدين ونصف العقد، أصبح لبلدهم فيها شأن مختلف.

يحتفل الألمان هذا الأسبوع بهزمهم أوهامَ حكام ظنوا طيلة ثمانية عشر عاماً أنه بإمكان أحدٍ أن يحبس شعبه.

فمنذ سيطرة السوفييت على ألمانيا الشرقية، عقب الحرب العالمية الثانية، بقي سكانها محاصرين داخل جزء من وطنهم، مقطوعين عن أواصرهم محرومين من التواصل الطبيعي مع شطرهم القابع في الجانب الغربي من المدينة.

وفي ظل تزايد هروب العقول والكفاءات من شرقي برلين إلى غربها، حاول حكام ألمانيا الشرقية وقف نزيف هذه الكفاءات، التي راحت تفر في اتجاه الغرب، هرباً من هذا السجن الكبير. فاتخذت الحكومة قرارا بحظر التنقل بين طرفي المدينة، وبدأت في إجراءات تضييق على حركة المواطنين داخل مدينتهم.

وفي صباح الثالث عشر من أغسطس/آب عام 1961، فوجئ سكان برلين الشرقية بالسوفييت يغلقون برلين الشرقية على من فيها، ويشيدون حواجز على الحدود بين شطري المدينة، تلك الحواجز التي بدأت بالأسلاك الشائكة وظلت تتطور وتتمدد حتى أصبحت سوراً منيعاً، لا تخترقه إلا ثمانية معابر فقط، تحجز وراءها 17 مليون ألماني في برلين الشرقية.

تم إغلاق كل الشوارع والمحطات، التي تصل الحدود، وقطعت خطوط الهاتف بين الجهتين.
وكلما أحس سكان ألمانيا الشرقية بتشديد الإجراءات، زادت محاولات الهروب خوفا من سوء الأحوال أكثر، حتى بلغ عدد الفارين إلى الجهة الغربية 3 ملايين ألماني.

فقدان الحرية مؤلم، لكن الألمان وجدوا ألما مضاعفا بفصل أبناء العائلة الواحدة، والتفريق بين الأصدقاء والأقارب، الذين كان قدرهم أن بيوتهم توزعت على طرفي مدينة قسمتها الحرب.

ظل الجدار، سنوات طويلة، يشهد قصصاً دراماتيكية في محاولات الهروب والمخاطرة بالعبور بين جانبي المدينة المفصولين، من حفر أنفاق تحت الجدار حتى أن بعض المجموعات عملت ستة أشهر كاملة في حفر نفق بطول 130 مترا، ومغامرات آخرين في الهروب من كلاب الحراسة، وآخر ساعده أصدقاؤه في تجهيز سلالم في الجهتين حتى تمكن من العبور للقاء خطيبته، وغيرها من القصص الكثيرة.

وفي يوم 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 احتشد قرابة نصف مليون شخص أمام الجدار، وغيروا بحركة جماهيرية وثورة سلمية تاريخ بلادهم، وأجبروا الحكومة في طرفي ألمانيا على الاستجابة لحلم الشعب بالوحدة والحرية، حتى توّج الأمر باتفاق الوحدة الذي أعلن في 3 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1990.

ربيع الألمان أزهر، وها هم اليوم يحتفلون بثورتهم السلمية وثمراتها، ونخبة سياسية وحكام رضخوا واستجابوا لأحلام شعبهم، ونزلوا عند رغبات جماهيرهم، بعد مرور 25 عاماً ملؤها العمل الجاد والمشترك من أجل بناء دولتهم الموحدة والقوية، ويضيئون آلاف المصابيح على طول آثار الجدار الذي هوى.

فهل يأتي اليوم الذي يزهر فيه ربيعنا العربي، ونفرح بثمار ثوراتنا السلمية؟!

ذات صلة

الصورة
المركز العربي يعلن نتائج استطلاع المؤشر العربي لعام 2022 (العربي الجديد)

سياسة

أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، اليوم الثلاثاء، عن نتائج المؤشر العربي 2022 الذي نفّذه في 14 بلدًا عربيًا، بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو مجموعة من الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الصورة
منشد الثورة التونسية، خالد الفالحي

منوعات

توفي مساء أمس الأحد "منشد الثورة التونسية" خالد الفالحي في حادث مروري عندما اصطدمت سيارته بأخرى في منطقة المحرس بمحافظة صفاقس، جنوب تونس.
الصورة
Getty-Commemorative ceremony for Qasem Soleimani in Tehran

سياسة

القسم الثاني من السيرة الذاتية لـ"فيلق القدس"، الذراع الخارجية الضاربة للحرس الثوري الإيراني، والعنوان الأبرز في الخلافات الإقليمية والدولية مع إيران بشأن سياساتها الإقليمية.
الصورة
فريق لوكاشينكو كان يتأهب لسير الاحتجاجات وفق النموذج العربي

تحقيقات

يواجه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الرافضين لنتائج الانتخابات الأخيرة عبر حملة قمع ممنهجة بدأت بقطع الإنترنت عن البلاد والتخلص من زعماء المعارضة، وتفاقم العنف في سيناريو يشبه ما جرى في العالم العربي