رمضان الأردن في الحظر

رمضان الأردن في الحظر

15 مايو 2020
حصل على الخبز في عمّان (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -
نكهة شهر رمضان هذا العام في الأردن مختلفة عن الأعوام السابقة، بسبب تفشي وباء كورونا الجديد، وما أدت إليه طرق الوقاية من تباعد اجتماعي، دفع بالناس إلى الالتزام في البيوت للوقاية من الفيروس، في ظلّ حظر ليلي للحركة تسبب في غياب تام لصلاة التراويح في المساجد واختفاء للخيم الرمضانية وموائد الرحمن التي لم تعد سوى ذكرى. وحتى السهرات الرمضانية مع الأصدقاء والأقارب من خارج الأسرة الصغيرة لم يعد ذلك إلاّ حلماً لا يمكن تحقيقه إلاّ بخرق القانون والتعليمات الحكومية الصارمة.

فما كان يميّز أجواء رمضان في الأردن في السنوات السابقة هو التنوّع الثقافي، إذ انتقل كثيرون إلى الأردن من بينهم عائلات سورية من دمشق، وأخرى كردية، بالإضافة إلى الفلسطينيين، لكنّ رمضان اليوم لا يخرج عن تجمع الأسرة، الممتدة أو الصغيرة، والجلوس بشكل أكبر أمام التلفزيون، والأجهزة الإلكترونية. وشددت الحكومة الأردنية، على منع إقامة التجمعات والولائم وأيّ من العادات المتعارف عليها في الشهر الفضيل، لعدم نقل العدوى، وأطلقت تطبيقاً جديداً يسمح بالإبلاغ عن أيّ تجمعات مخالفة لإجراءات الوقاية، وذلك بعدما تسببت وليمة رمضانية في محافظة المفرق، شمالي شرق الأردن، بأكثر من 35 إصابة بفيروس كورونا الجديد.



وتشهد القرى والمحافظات الطرفية، أحياناً، خروقات للتعليمات الحكومية، في ظلّ غياب التواجد الأمني المكثف، فيما هناك التزام كبير بالقوانين والتعليمات التي أصدرتها الحكومة في العاصمة عمّان والمحافظات الكبيرة، خصوصاً في وسط البلاد. يقول محمود الزيود لـ"العربي الجديد": "رمضان هذا العام استثنائي بسبب الإجراءات الحكومية المتخذة للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا الجديد، وأبرزها حظر التجول المفروض من السادسة مساء حتى الثامنة صباحاً، وإغلاق صالات المطاعم والمقاهي. يتابع: "في رمضان الجاري، ليس هناك تواصل أسري حقيقي، ولم تعد هناك موائد عائلية مما كان يجمع الأقارب على إفطار رمضان، وتعميق تلك الروابط الاجتماعية وما يتبعها من طقوس كالذهاب لأداء صلاة التراويح، والجلسات الحميمة في شكل مجموعات حتى وقت السحور. رمضان مختلف في غياب الطقوس الروحانية والاجتماعية".

أما رائدة سليم، فتقول لـ"العربي الجديد" إنّ التباعد الاجتماعي في الوقت الحالي الذي فرضته ظروف مواجهة فيروس كورونا انعكس على التقارب داخل العائلات والأسر الصغيرة، وذلك بالنظر إلى الوقت الطويل الذي يقضيه أفراد الأسرة معاً، على عكس ما كان يحدث في الأعوام السابقة، إذ كان كلّ فرد ينشغل بالخروج والسهر خارج المنزل. وتضيف: "لكن، من جهة أخرى نفتقد للجَمعات العائلية في رمضان، ولن نستطيع إعداد الوليمة السنوية للأقارب، وما يتبعها من طقوس، فالولائم الجماعية لها نكهات خاصة، ومتعة لا يمكن تعويضها".



بدورها، تقول فاطمة العبادي، إنّها تفتقد أهلها، فهي تسكن في محافظة عمّان، فيما أهلها في محافظة البلقاء، ويصعب التنقل من محافظة إلى أخرى حتى في النهار، مشيرة إلى أنّها تفتقد للجلسات العائلية التي كانت تجمعها مع الأهل كلّ عام في رمضان. وتضيف: "في ظلّ كورونا هناك وقت أكبر لأداء الطقوس الدينية خصوصاً قراءة القرآن، لكنّ الطقوس الاجتماعية ومتعتها تحتاج إلى اجتماع عدد كبير من الأقارب، وظروف كورونا تمنع مثل هذه اللقاءات التي تميز رمضان، وحتى متعة التسوق في ليالي رمضان لن يستطيع أحد ممارستها، فجميع الأسواق تغلق قبل الإفطار.

من جانبه، يقول أحمد الزعبي، لـ"العربي الجديد" إنّه يشعر بأنّ كورونا شوه نكهة شهر رمضان، فقد اعتاد في الأعوام السابقة على الإفطار أغلب أيام الشهر، خارج المنزل، سواء بالذهاب إلى المطاعم أو الأصدقاء والأقارب. ويضيف أنّه هذا العام افتقد إلى السهرات الرمضانية التي كانت تستمر حتى السحور، والأصدقاء، ومتابعة الألعاب الرياضية، ويتمنى ألاّ تتكرر هذه الظروف في رمضان.