غلاسكو تطالب الحكومة البريطانية بتوفير غرف آمنة لاستهلاك المخدرات

غلاسكو تطالب الحكومة البريطانية بتوفير غرف آمنة لاستهلاك المخدرات

27 فبراير 2020
وفيات إسكتلندا بسبب المخدرات من الأعلى (أندي بوكانان/فرانس برس)
+ الخط -
عقدت حكومة المملكة المتحدة قمّة للمخدرات في غلاسكو اليوم، لمناقشة التدابير الرامية إلى معالجة العدد القياسي للوفيات الناتج عنها.

وتظهر الأرقام، وفاة ما يزيد عن أربعة آلاف شخص، عام 2018، بسبب سوء استخدام المخدرات، في جميع أنحاء المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن تكون أرقام العام الماضي على المستوى ذاته من الارتفاع، حسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وعلى الرغم من ازدياد الوفيات المرتبطة بالمخدرات في إنكلترا وويلز بشكل كبير، إلا أنّ المعدّل لا يزال أقلّ بكثير مما هو عليه في اسكتلندا. إذ إن معدّل الوفيّات الناتجة عن استخدام المخدّرات  في إسكتلندا، وهو أعلى بأربع مرّات من المعدّل ذاته في المملكة المتحدة كما هو أعلى من أرقام أيّ دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي.  

وبما أنّ قرار تشريع المخدرات لا يصدر سوى عن مبنى البرلمان في ويستمنستر، فقد وقعت خلافات بينه وبين الحكومة الإسكتلندية حول كيفية مقاربة الأزمة، إذ طالبت هذه الأخيرة، بتوفير "غرف استهلاك آمنة" للمخدرات.

وقد مرّ أكثر من ثلاث سنوات منذ أن اقترح مجلس مدينة غلاسكو، لأوّل مرة السماح للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، بالقيام بذلك تحت إشراف طاقم طبي في منشأة خاصة في المدينة.

ويعتقد المجلس أن هذه الخطوة، التي تدعمها الحكومة الإسكتلندية، ستشجع المستخدمين الذين يتعاطون الهيروين أو الكوكايين في شوارع المدينة على الدخول في بيئة آمنة ونظيفة.
في المقابل، رفضت وزارة الداخلية في حكومة المملكة المتحدة، السماح بتنفيذ خطط غلاسكو، وقالت إن مجموعة من الجرائم ستُرتكب، بما في ذلك حيازة وتوريد مخدرات خاضعة للمراقبة.


ومن المتوقع أن تقدم المديرة السابقة في جامعة نيونهام في كامبريدج، كارول بلاك، وهي المكلّفة بإجراء مراجعة مستقلّة لسياسة المخدرات، نتائج بحثها في قمة المملكة المتحدة.

ووفق صحيفة "ذا تايمز"، تشير تقديرات المراجعة، إلى أن ثلاثة ملايين شخص في إنكلترا وويلز تعاطوا المخدرات غير المشروعة خلال العام الماضي مع تعاطي 300 ألف شخص لأكثر أنواع المخدرات خطورة.

وتهيمن العصابات الألبانية على توزيع الكوكايين، بينما تستورد عصابات باكستانية وتركية الهيروين. وهناك أيضًا "خطر جسيم" هو مادة الفنتانيل، وهي مادة أفيونية قوية اجتاحت  الولايات المتحدة، وبدأت الآن بالانتشار في بريطانيا.

وتقول سوزان أيتكين، زعيمة مجلس مدينة غلاسكو، إن مدينتها سجّلت أكبر عدد من الوفيات بالمخدرات في المملكة المتحدة، إذ راح ضحيتها عام 2018، 280 شخصاً. ودعت حكومة المملكة المتحدة إلى دعم الأساليب الجديدة، مثل غرف الاستهلاك الآمنة، في محاولة لإبعاد المدمنين عن الشوارع.

وبينما توافق كل من حكومة المملكة المتحدة والحكومة الاسكتلندية، على أن معالجة إدمان المخدرات وارتفاع مستويات الوفيات بسببها، يجب أن تكونا ضمن أولوياتهما، إلاّ أنّهما تختلفان حول توفير السبل الأفضل، لمساعدة المدمنين الأكثر ضعفاً في البلاد.


ويبرز في صميم أجندة الحكومة الإسكتلندية، تطبيق نهج صحة عامة، مماثل للبرتغال حيث تشهد البلاد انخفاضاً حاداً في الوفيات المرتبطة بالمخدرات. ويقضي هذا النهج، بعدم تجريم حيازة كميّات صغيرة من المخدرات، وربما توفير ما يسمى بـ"غرف آمنة للاستهلاك"، وهي منشآت يمكن للمدمنين، حقن المخدرات فيها بأمان تحت إشراف طاقم طبي.

ولكن للقيام بذلك، تقول الحكومة الإسكتلندية، إنه ينبغي تعديل سياسة المخدرات وتغيير قانون إساءة استخدامها. لكن وزارة الداخلية في الحكومة البريطانية لا تزال متردّدة.

المساهمون