كورونا يحصد أفراد الطواقم الطبية في الصين

كورونا يحصد أفراد الطواقم الطبية في الصين

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
14 فبراير 2020
+ الخط -
بينما أعلنت الصين عن تراجع الإصابات الجديدة المسجلة بفيروس كورونا الجديد خارج مقاطعة هوبي لليوم العاشر على التوالي، فقد سلطت الحكومة الصينية الضوء على الوفيات والإصابات المسجلة في صفوف الطواقم الطبية. إذ توفي ستة من العاملين في المجال الصحي من جراء الفيروس منذ بداية انتشاره في الصين، وأصيب أكثر من 1716، بحسب أرقام الحكومة التي أشارت إلى مخاطر تواجه الطواقم الطبية في المستشفيات لا سيما مع النقص في الأقنعة والملابس الواقية. وصدرت هذه الأرقام بعد أسبوع على وفاة الطبيب لي وينليانغ، الذي كان أول من حذّر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من الفيروس الذي سمّي "كوفيد 19" لكنّ الشرطة هاجمته لاتهامه بنشر شائعات، وأثارت وفاته غضباً في البلاد.

بالنسبة للإصابات الجديدة، أعلنت اللجنة الوطنية الصينية للصحة عن تسجيل تراجع لليوم العاشر على التوالي، للحالات المؤكدة، خارج مقاطعة هوبي، وهي بؤرة تفشي الفيروس في وسط الصين. وأظهرت نتائج البيانات الصادرة عن اللجنة، اليوم الجمعة، عن تسجيل إجمالي 267 حالة إصابة مؤكدة جديدة، أمس الخميس، خارج مقاطعة هوبي. وتلقت اللجنة تقارير عن 5090 حالة إصابة مؤكدة جديدة، أمس الخميس، من 31 منطقة على مستوى المقاطعة، بما فيها 4823 حالة من مقاطعة هوبي. واقترب عدد الضحايا الإجمالي في الصين من 1400 حالة وفاة بالفيروس. وقالت اللجنة الوطنية للصحة إنّ 121 شخصاً توفوا حديثاً.

يختار ورود عيد الحب بالكمامة في زيجيانغ (فرانس برس) 












كذلك، ارتفع عدد الحالات المبلغ عنها بسرعة أكبر بعدما غيرت المقاطعة الأشد تضرراً طريقة الإحصاء أمس الخميس. وهناك الآن 63.851 حالة مؤكدة في البرّ الرئيسي للصين، منها 1380 حالة وفاة. ولا يمثل التسارع في عدد الحالات بالضرورة زيادة مفاجئة في الإصابات الجديدة بالفيروس، بقدر ما يأتي بسبب تغير منهجية الإحصاء. وفي هذا الإطار، قال بول هانتر، أستاذ الحماية الصحية بجامعة "إيست أنغيليا" في إنكلترا: "أظن، لكن لا يمكنني التأكد، من أنّ الاتجاه الأساسي ما زال هبوطياً. ومن شبه المؤكد أنّ هذا لا يعني أنّه كانت هناك عودة للوباء بين عشية وضحاها". وقالت لجنة الصحة الصينية إنّ التغيير كان يهدف إلى تحديد الحالات المشتبه بها التي يكون فيها المريض مصاباً بالتهاب رئوي حتى يمكن علاجها بسرعة أكبر وتقليل احتمال حدوث مرض أكثر خطورة أو الوفاة.


على صعيد الأخبار الإيجابية حول مكافحة الفيروس في الصين، شهد مستشفى "هوهشنشان"، وهو مستشفى مؤقت بُني في ووهان، عاصمة مقاطعة هوبي، تعافي سبعة مرضى، أمس الخميس، وهم أول مجموعة من المتعافين في المستشفى المذكور. وخرج المتعافون من المستشفى من دون أيّ مساعدة، وجرى إرسالهم إلى منازلهم بواسطة سيارات نظمها المستشفى. وكان من بين المتعافين مريض يبلغ عمره 66 عاماً، انحنى للعاملين الطبيين للتعبير عن التقدير قبل مغادرته. وفي هذا الإطار، قال رئيس المستشفى، تشانغ سي بينغ، إنّ في إمكان المرضى الحصول على خدمات علاجية شاملة بما في ذلك العلاج الغذائي والاستشارات النفسية والتدريب على إعادة التأهيل. واستقبل مستشفى "هوهشنشان" الدفعة الأولى من المرضى في 4 فبراير/ شباط الجاري، بعد إكمال بنائه خلال 10 أيام فقط. وجرى إدخال أكثر من 1000 مريض مصاب بالفيروس إلى المستشفى حتى نهاية يوم الأربعاء الماضي.

وخصصت السلطات الصينية 25.94 مليار يوان (3.71 مليار دولار أميركي) لتحسين ظروف عمل الطاقم الطبي الذي يكافح الفيروس. وذكر أو ون هان، مساعد وزير المالية الصيني، في مؤتمر صحافي، الجمعة، أنّ بكين خصصت منذ بداية انتشار الفيروس وحتى، الخميس، مبلغاً ناهز 25.94 مليار يوان لتعزيز إمكانيات الأطقم الطبية في مساعيها لمجابهة كورونا. أضاف أنّ الأموال استخدمت لشراء المعدات الطبية والمواد الواقية وتحديث المنشآت في المؤسسات الطبية. تابع أنّ كلّ عامل في مجال الوقاية الطبية والوبائية في خط المواجهة سيتلقى إعانة قدرها 300 يوان (43 دولاراً) أو 200 يوان (29 دولاراً) في اليوم وفقاً لمستويات المخاطر المختلفة، وستغطي المالية المركزية هذه الإعانات.

في مكان آخر، وبعد وفاة سيدة ثمانينية كانت مصابة بكورونا، أمس، أكدت اليابان تسجيل حالة إصابة أخرى، اليوم، وهي لرجل سبعيني، علماً أنّ في البلاد الآن 252 حالة مؤكدة، بما في ذلك 218 من سفينة سياحية تحت الحجر الصحي في يوكوهاما. وأفادت هيئة الإذاعة اليابانية بأنّ المواطن الياباني، وهو سائق سيارة أجرة، قال إنّه أقلّ راكباً يبدو أنّه صيني، فيما تحقق وزارة الصحة لمعرفة كيفية انتقال العدوى للسائق. وتجدر الإشارة إلى أنّه لم تسجل أيّ حالات إصابة بكورونا في دول جديدة منذ الرابع من فبراير/ شباط الجاري.

البحث عن لقاح يكلف مبالغ هائلة (Getty) 












على صعيد احتواء الفيروس، قالت منظمة الصحة العالمية إنّ الحكومات وشركات الأدوية العملاقة يجب أن تبدأ على وجه السرعة في أعمال مكلفة ومحفوفة بالمخاطر بتطوير لقاحات ضد الفيروس. وأشارت إلى أنّ هذه العملية قد تتطلب مئات ملايين الدولارات، وتستغرق أشهراً عدة. وقال مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايكل ريان: "يجب اتخاذ قرارات كبرى، إذ سيتطلب تجهيز اللقاحات استثماراً ضخماً، وسيتعين على القطاع العام تحمل بعض المخاطر مع القطاع الخاص". وأضاف ريان: "الأمر سيتطلب مئات ملايين الدولارات، وقد تكون هناك حاجة لتطوير عدة لقاحات محتملة، من دون أيّ تأكد من أنّ أحدها سيجدي نفعا". وعبّر ريان عن اعتقاده بأنّ هذه الزيادة الكبيرة "لا تمثل تغييراً كبيراً في مسار تفشي المرض".

وبينما تتحرك كوريا الشمالية، جارة الصين، لتعزيز الحجر الصحي وغيره من التدابير الوقائية لحماية نفسها من الفيروس، تحاول الولايات المتحدة استغلال الموضوع سياسياً. فقد أعربت واشنطن عن قلقها البالغ إزاء تعرض كوريا الشمالية لتفشي الفيروس، وقالت إنّها مستعدة لدعم الجهود التي تبذلها منظمات الإغاثة لاحتواء انتشار المرض هناك.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس: "إنّنا نؤيد بقوة ونشجع عمل منظمات المساعدات والصحة الأميركية والدولية بالمساعدة على مواجهة انتشار فيروس كورونا في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية". وأضافت: "الولايات المتحدة مستعدة وجاهزة لتسهيل الموافقة على مساعدات هذه المنظمات على وجه السرعة".

ولم تبلغ كوريا الشمالية بعد عن حالة إصابة بالفيروس الجديد، لكنّ وسائل إعلام حكومية لمّحت إلى أنّ عدداً غير مؤكد من الأشخاص عزلوا بعد ظهور أعراض عليهم. ويقول الخبراء إن تفشي الوباء في كوريا الشمالية قد يكون فظيعاً بسبب الافتقار المزمن للإمدادات الطبية وضعف البنية الأساسية للرعاية الصحية. ووصفت وسائل إعلام في كوريا الشمالية الحرب ضد المرض بأنها مسألة "وجود وطني". وأغلقت السلطات حركة المرور عبر الحدود تقريباً، وحظرت دخول السياح الأجانب، وكثفت عمليات الفحص في المطارات والموانئ ونقاط الدخول البرية الأخرى، وحشدت حوالي 30 ألف عامل صحي لمراقبة السكان وعزل المصابين بالأعراض.

في المقابل، سحبت كوريا الجنوبية عشرات المسؤولين من مكتب اتصال بين الكوريتين في بلدة حدودية شمالية بعدما أصر الشمال على إغلاقه حتى تتم السيطرة على الوباء. كذلك، أعلنت بيونغيانغ هذا الأسبوع، أنّها ستفرض الحجر الصحي لمدة شهر على جميع الزائرين الأجانب وغيرهم ممن يشتبه في إصابتهم بالفيروس.

إلى ذلك، قال مسؤولون حكوميون، الجمعة، إنّ الفيليبين رفعت حظراً على دخول الآتين من تايوان في محاولة للسيطرة على انتشار الفيروس، وستقيّم القيود الأخرى بما في ذلك حظر دخول الآتين من ماكاو. جاء القرار بعد تحذير من تايوان، التي أبلغت عن 18 حالة إصابة فقط بالفيروس مقارنة بأكثر من 63.000 حالة في الصين، من احتمال اتخاذ إجراءات للردّ. وقالت تايوان إنّ الحظر سببه منظمة الصحة العالمية التي تعتبر المنظمة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي جزءاً من الصين ، وهو الأمر الذي قالت تايوان إنّه أعطى انطباعاً مضللاً بأنّها تعاني من نفس مستوى تفشي الفيروس في برّ الصين الرئيسي.

في كمبوديا، هلل المئات من ركاب سفينة سياحية تقطعت بها السبل في البحر، بسبب مخاوف من فيروس كورونا، عندما نزلوا، اليوم الجمعة، إلى الأراضي الكمبودية واستقبلهم زعيم البلاد بالورود. ووافق رئيس الوزراء، هون سن، على رسو السفينة في ميناء سيهانوكفيل، أمس الخميس، بعدما منعت تايلاند واليابان وتايوان والفيليبين وغوام السفينة من الرسو. وقال هون سن لدى استقبالهم: "اليوم، على الرغم من أنّ كمبوديا بلد فقير، فإنّها تنضم دائماً إلى المجتمع الدولي لحلّ المشاكل التي يواجهها العالم ومنطقتنا".

فرح بالنزول على الأرض الكمبودية (باولا برونشتين/ Getty) 












وقالت الأسترالية آنا ماري ميلون، وهي من ركاب السفينة: "كم هو رائع أن أكون هنا. شكراً جزيلاً لرئيس الوزراء. هو يتمتع بقلب رائع". وقالت وهي تلوح بوردة قدمها لها هون سن: "أنا سعيدة جداً". وقال الراكب الأميركي جو سبازياني (74 عاماً)، للصحافيين: "لقد قام بلدكم بعمل رائع. شكراً جزيلاً. نحن نقدر ذلك كثيراً"، وكان يضع مع ركاب آخرين وشاحاً كمبودياً تقليدياً حول عنقه. أضاف سبازياني: "حتى غوام الأميركية لم تسمح لنا بالرسو، لكنّ كمبوديا فعلت، وهذا أمر رائع".

ولم تكن السفينة السياحية "ويستردام" موضع ترحيب في أيّ مكان آخر على الرغم من أنّ شركة "هولاند أميركا لاين" قالت إنّه لم يتم تأكيد أيّ حالات إصابة بفيروس كورونا الجديد بين ركابها البالغ عددهم 1455 وأفراد الطاقم البالغ عددهم 802. وقد أبلغ حوالي 20 راكباً عن شعورهم بآلام في المعدة أو بالحمى، لكنّ اختبارات الفيروس التي أجريت في معهد باستور في بنوم بنه، أظهرت أنّه لم يصب أحد منهم بالمرض.

بدوره، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه، الجمعة، عن خلوّ الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم من مدينة ووهان الصينية قبل نحو أسبوعين، من الفيروس. وقال خلال زيارته الأشخاص الـ42 الذين يبيتون في الحجر الصحي بأحد مستشفيات في العاصمة التركية أنقرة، إنّ هؤلاء أصحاء تماماً، وبإمكانهم مواصلة حياتهم بشكل طبيعي. وكانت تركيا أجلت قبل أسبوعين 42 شخصاً من مدينة ووهان الصينية، من بينهم 6 من أذربيجان و3 من جورجيا و3 من ألبانيا.

كذلك، أعلن قوجه أنّ تركيا ستصدّر خلال الأيام المقبلة أدوات تشخيص محلية الصنع لفيروس كورونا إلى أوزبكستان وقرغيزستان يمكنها إظهار نتيجة الفحص خلال نحو ساعتين. أضاف أنّ أدوات تشخيص الفيروس التي تستخدمها تركيا تصل دقتها إلى 99.6 في المائة. وأشار إلى أنّ هذه الأدوات أنتجت بما يتماشى مع بيانات منظمة الصحة العالمية ويمكنها إظهار النتائج في فترة تتراوح بين 90 و120 دقيقة، وهو ما يقلّ عن الوقت اللازم للتشخيص في ألمانيا وفرنسا. وقال الوزير إنّ كلاًّ من قرغيزستان وأوزبكستان طلبت عشرة آلاف أداة تشخيص وستبدأ تركيا تصديرها في غضون الأيام المقبلة. وأضاف: "سيكون التصدير بحسب الطلب".

دلالات

ذات صلة

الصورة
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

يفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات. وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.
الصورة
الناشطة الإيغورية رحيل داوت (إكس)

مجتمع

حُكم على عالمة بارزة من الإيغور مُتخصصة في دراسة الفولكلور والتقاليد الشعبية بالسجن المؤبد، وفقاً لمؤسسة مقرها الولايات المتحدة تعمل في قضايا حقوق الإنسان في الصين.
الصورة

سياسة

تأسست مجموعة "بريكس" كجبهة اقتصادية وسياسية طموحة تعكس تحولاً جذرياً في النظام العالمي. جمعت البرازيل وروسيا والهند والصين في بادئ الأمر لتشكيل هذه المنظمة في عام 2006، تحت اسم "بريك"، وتم انضمام جنوب أفريقيا إليها في عام 2011، ليصبح الاسم "بريكس".

المساهمون