دعوات لاستثمار بيانات مواقع التواصل لتطويق ظاهرة الانتحار

دعوات لاستثمار بيانات مواقع التواصل لتطويق ظاهرة الانتحار

17 يناير 2020
مساع للحد من خطر الانتحار (Getty)
+ الخط -
قال أطباء نفسيون إنه يجب إجبار مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر، على تسليم بيانات حول مستخدميها بهدف استثمارها للحد من الانتحار بين الأطفال والشباب.

وتأتي الدعوة من الكلية الملكية للأطباء النفسيين في المملكة المتحدة، في الوقت الذي تضع فيه الحكومة اللمسات الأخيرة على خطط للقضاء على المحتويات والرسائل التحريضية والمزعجة على الإنترنت.

وتريد الكلية، التي تمثل الأطباء النفسيين في المملكة المتحدة والبالغ عددهم 18000، من الحكومة أن تضغط على منصات التواصل الاجتماعي لتسلم البيانات إلى الأكاديميين حتى يتمكنوا من دراسة نوع المحتوى الذي يشاهده المستخدمون ويدفعهم إلى الانتحار وإيذاء أنفسهم.

وقال برنادكا دوبيكا، رئيس كلية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين: "لن نفهم أبداً مخاطر وفوائد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ما لم يشارك أمثال تويتر وفيسبوك 
وإنستغرام بياناتهم مع الباحثين. ستساعد أبحاثهم في تسليط الضوء على كيفية تفاعل الشباب مع وسائل التواصل الاجتماعي، وليس فقط مقدار الوقت الذي يقضونه على الإنترنت".

وقالت الكلية، بحسب "ذا غارديان"، إن البيانات التي يتم تمريرها إلى الأكاديميين ستظهر نوع المواد التي يتم عرضها ومدة إنفاق المستخدمين على مثل هذه المنصات.

وتخطط الحكومة لإنشاء منظمة جديدة للسلامة على الإنترنت، وتقول الكلية إنه يجب منحها القدرة على إجبار الشركات على تسليم البيانات. وتدعو أيضًا إلى زيادة "ضريبة المبيعات" بنسبة 2 في المائة على دخل شركات التواصل الاجتماعي بحيث تشمل رقم أعمالها على المستوى الدولي، وليس من المملكة المتحدة فقط.

وقال دوبيكا: "لقد حان الوقت لتكثيف عمل الحكومة واتخاذ إجراءات حاسمة لمحاسبة شركات التواصل الاجتماعي على المحتوى الضار المتصاعد للأطفال والشباب".

وتأتي مطالب الكلية وسط قلق متزايد من تعرض الشباب للأذى بسبب المواد التي تشجع على إيذاء النفس والانتحار.

وتم دعم هذه المطالب أيضًا من قبل البريطاني إيان راسل، الذي أصبح ناشطا ضد ضرر وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن قتلت ابنته مولي البالغة من العمر 14 عامًا نفسها في نوفمبر/تشرين الثاني2017.

وأضاف: "بين صفحات صديقات المدرسة ومجموعات البوب ​​والمشاهير التي يتابعها أطفال في الرابعة عشرة من العمر، وجدنا مواد اكتئابية، محتوى إيذاء الذات وميمات تشجع على الانتحار.. ليس لدي أدنى شك في أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في قتل ابنتي".

وفي تصريحات سابقة، قال إنّ إنستغرام تسبب بقتل ابنته مولي، بعدما بيّن أنها شاهدت صوراً تشجع على إيذاء النفس على التطبيق ومواقع أخرى، قبل انتحارها.

ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تفيد المستخدمين الشباب، بما في ذلك المعلومات، لتعزيز صحتهم العقلية أو البدنية، والدعم عبر الإنترنت من الخدمات المتخصصة وفرصة تطوير الصداقات.

لكنها تسلط الضوء أيضًا على الأدلة المتزايدة على ارتباط وسائل التواصل الاجتماعي بالزيادة في إيذاء الذات بين الشباب، وخاصة الفتيات المراهقات. 

يذكر أن جمعيات خيرية تعنى بشؤون الأطفال في المملكة المتحدة، سبق أن انتقدت تطبيق "إنستغرام"، داعية التطبيق إلى مزيد من الجهود لحماية القاصرين والشباب.

دلالات