الاحتلال يغلق مدرستين فلسطينيتين في القدس بدعوى الفساد

الاحتلال يغلق مدرستين فلسطينيتين في القدس بدعوى الفساد

15 يناير 2020
أولياء طلاب مدرستين أغلقهما الاحتلال في القدس(عبد الكريم درويش)
+ الخط -


لا يزال الغموض يكتنف مصير مئات التلاميذ في مدينة القدس المحتلة، عقب إغلاق مدرستين دون سابق إنذار مطلع الأسبوع الحالي، بعد سحب بلدية الاحتلال ترخيصهما، قبل أن تعلن إدارة إحدى المدرستين في بيان "انتظام الدراسة في صفوفها اليوم"، في حين تسود حالة من الغضب بين أهالي التلاميذ ومعلمي المدرستين، وسط اتهامات بالفساد واختلاس الأموال الذي تسبب في عدم تلقي الهيئتين التدريسيتين رواتبهما طيلة شهور.

وأصدر أهالي طلاب مدرستي "الفرسان" و"الوعد الصادق"، بالاشتراك مع معلمي المدرستين،  قبل يومين، بياناً موجهاً إلى مختلف الهيئات والمرجعيات الوطنية والدينية في القدس المحتلة، وبلدية الاحتلال التي سحبت التراخيص بسبب تكشف فساد خطير وتكسب غير مشروع دفع ثمنه نحو 500 تلميذ.

وقال نضال عويضة، وهو أحد أولياء الأمور، لـ"العربي الجديد": "فوجئت باتصال من نجلي لإبلاغي بأن مدرستهما مغلقة بسبب عدم حصولها على ترخيص مزاولة من بلدية الاحتلال، فتوجهت على الفور إلى المدرسة لأجد أعداداً كبيرة من أولياء الأمور والمعلمين، وكان الجميع يطالبون بفتح المدرسة، ومحاسبة إدارتها".

وأضاف عويضة: "اجتمعنا كأهالي الطلبة مع المعلمين، وأصدرنا بياناً مشتركاً شرحنا فيه حقيقة ما جرى، وناشدنا الجميع التدخل لإنقاذ المستقبل التعليمي لأبنائنا. الكارثة سببها مالكة المدرستين، إذ عاد المعلمون والطلاب من عطلة الفصل الأول ليصدمهم قرار إغلاق المدرستين دون سابق إنذار، كما انقطعت مالكة المدرستين عن التواصل مع الطلاب المقبلين على الامتحانات الوزارية، وكذا المعلمين تهربًا من دفع رواتبهم".

وقال أحد المعلمين الذي تحفّظ على نشر اسمه لـ"العربي الجديد"، إنه توجه مع عدد من زملائه إلى وزارة المعارف الإسرائيلية، والتي قيل للأهالي إن المدرستين تابعتان لها، لاستيضاح الموقف، وتبين لهم أن تحقيقاً فتح حول مدرسة "الوعد الصادق" انتهى إلى أنها غير معترف بها، وأنه منذ 2018 لا يحق لها توظيف معلمين، أو تسجيل طلاب، كما تبين بعد الفحص القانوني أن مالكة المدرسة كانت تسرق الميزانية وتحولها إلى حسابها الشخصيّ.

وتابع المعلم: "هناك مبالغ طائلة من الرواتب المستحقة للمعلمين تم الاستيلاء عليها بحجج مختلفة، وكل ذلك جرى تحت سمع وزارة المعارف الإسرائيلية وبصرها، الأمر الذي اضطر المعلمين إلى إعلان الإضراب بعد أن أوصلتهم مالكة المدرسة إلى حافة الجوع، ثم أعطتهم مكافأة نهاية الخدمة من طرف واحد برمي ثلاثين معلمًا ومعلمة مع خمسمئة من طلابهم إلى قارعة الطريق".



وأكدت إحدى المعلمات في مدرسة "الوعد الصادق" أن "المطلوب في هذه المرحلة هو تعيين إدارة بديلة للمدرسة حتى نهاية العام الدراسي الحالي، خاصة أنّ مالكة المدرسة قبضت رسوم التسجيل من الأهالي عن كامل السنة الدراسية، فضلاً عن ثمن الكتب، وهو ذات الموقف الذي تضمنه بيان الأهالي".

واكتفت إدارة مدرسة "الفرسان" الثانوية في بيت حنينا بإصدار بيان توضيحي، أمس الثلاثاء، دعت فيه طلابها إلى الانتظام في الدراسة اليوم الأربعاء، مؤكدة أنها مدرسة منفصلة عن مدرسة الوعد الصادق، وأنها لم تغلق أبوابها، ومرخصة بشكل رسمي.

بدوره، قال رئيس اتحاد أولياء الأمور في مدارس القدس، زياد الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إن ما حصل في المدرستين عبرة للجميع. "فليعلم الأهالي، ولتعلم إدارات المدارس، أن دراسة المنهاج الإسرائيلي لا تحميهم ولا تميزهم، فنحن نرى الطلبة بلا مقاعد ولا مدارس، والمدارس سحبت منها تراخيص التدريس، وهذا جزء من بداية السيطرة. حمايتنا تكون في مدارسنا الوطنية، ومنهاجنا الفلسطيني، ويجب التوقف عن المتاجرة بالطلاب بتوفير مدارس حامية للمشروع الوطني".

المساهمون