حاجة تونسية تموت بعد ساعات من وفاة زوجها بمكة

حاجة تونسية تموت حزناً بعد ساعات من وفاة زوجها في مكة

18 اغسطس 2019
أنهى الزوجان فريضة الحج قبل وفاتهما(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
بضع ساعات فصلت بين وفاة زوجين تونسيين كانا يؤديان فريضة الحج، إذ لم تكد تنهي الزوجة مراسم قبول العزاء بزوجها الذي فارق الحياة أمس السبت، حتى توقف قلبها عن النبض لتلتحق به إلى الرفيق الأعلى بعد أن أتم كلاهما مناسك الحج.

وأعلنت وزارة الشؤون الدينية التونسية، أمس السبت، عن وفاة حاج تونسي من مدينة جربة من محافظة مدنين (جنوب غرب تونس) عن عمر ناهز 86 عاما. وقالت الوزارة في بلاغ النعي إن الحاج الذي كان مصحوبا بزوجته توفي وفاة طبيعية أثناء النوم، لتعلن بعد سويعات وفاة الزوجة عن سن تناهز 69 عاما.

ووصفت الناطقة الرسمية باسم وزارة الشؤون الدينية نجاة الهمامي، وفاة الزوجين الحاجين بـ"الحادثة الغريبة والمؤثرة". وقالت في تصريح، لـ"العربي الجديد"، إن الزوج توفي فجر السبت في الأراضي المقدسة بعد أن أكمل مناسك الحج مع زوجته التي كانت ترافقه أثناء أداء الفريضة الخامسة.

وأضافت: الهمامي "ذهبت أنا وزملائي لتعزيتها والسؤال عنها في مصابها فوجدناها قوية جدا، ومتقبلة للموقف إلى حد استغرابنا من الأمر".



ومضت المسؤولة التونسية قائلة: "لم تكد الحاجة الأرملة تنتهي من قبول العزاء في زوجها حتى شعرت ببعض التعب، فسارع الأطباء لإسعافها، ولكن رغم المحاولات التي قاموا بها رفض قلبها أن يعود للحياة". وأضافت: "يبدو أن شدة حزنها على زوجها جعلتها تموت كمدا عليه".

بدوره، علّق عضو الوفد الصحي للحجيج التونسيين سمير عبد المؤمن، على الحادثة بتدوينة على صفحته الرسمية على "فيسبوك" جاء فيها: "ليس بينهما إلا أقل من 24 ساعة، صلت بعد العصر صلاة الجنازة على زوجها بالحرم المكي، والفجر صلينا عليها صلاة الجنازة".

واعتبر عبد المؤمن أن "الوفد الصحي والوفد الرسمي وجميع الحجيج التونسيين عاشوا هذا الموقف الصعب وتأثروا لها". وختم: "لكنها مشيئة الله في خلقه".

وخلفت حادثة الوفاة المتزامنة للزوجين في البقاع المقدسة موجة من التعاطف بين التونسيين وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. واعتبر نشطاء أن وفاة الزوجين في نفس اليوم دليل على صدق العشرة التي ربطتهما، وصلابة العلاقة الزوجية بينهما حتى إنهما فارقا الحياة في يوم واحد وفي مكان مقدس.

ومنذ بداية موسم الحج، تم تسجيل 4 حالات وفاة في صفوف وفد الحجيج التونسيين المقدر هذا العام بـ11 ألفا تتراوح أعمارهم بين 24 عاما و93 عاما.

ومنذ حلول وفد الحجيج التونسيين في الأراضي المقدسة، أمّن الوفد الصحي قرابة 12 ألف عيادة يتراوح جلها بين أمراض التنفس والروماتيزم والسكري وضغط الدم وغيرها.