تفجيران في إدلب يعيدان مشاهد الخوف لأهل المدينة

تفجيران في إدلب يعيدان مشاهد الخوف والرعب للأهالي

19 فبراير 2019
تلاحق الأهالي المخاوف من تفجيرات (Getty)
+ الخط -



عادت المخاوف لتلاحق الأهالي في مدينة إدلب السورية بعد الانفجارين اللذين وقعا أمس الإثنين، وبلغت الحصيلة النهائية للقتلى 16 شخصاً مع أكثر من 75 جريحاً.

المشهد الذي نجم عن الانفجارين بالقرب من دوار الجرة في إدلب، أعاد إلى ذهن المواطن أبو محمد ياسر ذكرى تفجيرات سابقة عاصرها في المدينة، حتى سيطر عليه الشعور بالخوف مع كل صوت تفجير مهما كان نوعه.

ويتذكر أبو محمد الانفجار الناجم عن سيارة مفخخة ضربت حي القصور بالمدينة في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2018، إذ قتل ثلاثة أطفال وأصيب العشرات بجروح.

ويصف المواطن السوري لـ "العربي الجديد" ما مرّ به من خوف قائلاً "كل شيء اهتز لحظة التفجير، مررنا بلحظات رعب حقيقية أنا وأطفالي وزوجتي، فمنذ مدة طويلة لم يقع مثل هذا الانفجار الضخم، لكن ما أثار مخاوفنا هو عندما هرع جميع الأهالي للمنطقة لمعرفة ماذا جرى، وحينها وقع الانفجار الثاني". ويتابع "كان المشهد دموياً وأشلاء الضحايا في كل مكان، والجرحى كثر، ورغم هذه السنوات من الحرب والقصف لا أستطع تحمل مثل هذه المشاهد الصادمة ".

وتعيش مدينة إدلب حالة من الانفلات الأمني منذ سيطرة هيئة تحرير الشام عليها، وشهدت قبل مدة حركة اغتيالات مكثفة، بينما لا تزال تسجل حالات اختطاف وقتل في حق ناشطين وعاملين في المجال الإغاثي والإنساني في كثير من المناطق والبلدات بريف المحافظة.

عزيز العمر (34 عاما) يقول لـ"العربي الجديد": "الخوف الأكبر من تجدد هذه العمليات في مدينة إدلب، خاصة أن شوارع المدينة مزدحمة على الدوام، فالمهجرون وأبناء المدينة والنازحون فيها كثر وهم دائمو الحركة، وهذا بحد ذاته شبح مرعب، فمكن الممكن أن تقتل هذه التفجيرات طفلا صغيرا في طريقه إلى المدرسة أو امرأة أو رجلا يعيل أسرة، ونحن لا نعلم إلى أي مدى يمكن أن تصل وما هي الدوافع خلفها".

ويضيف الثلاثيني: "عندما أسير في أي شارع من شوارع إدلب الرئيسية في الوقت الحالي يتملكني الشعور بالخوف، وأنظر دائما إلى السيارات من حولي، فقد يقع الانفجار بأي لحظة ويتسبب في سقوط عشرات الضحايا".

من جهته يُحمّل مصطفى أبو محمد، مسؤولية هذه التفجيرات لهيئة تحرير الشام، فبالنسبة له هي التي تتحكم بالأمن في المدينة وعناصرها في كل مكان، ويقول لـ"العربي الجديد": "لم يعد هناك مكان ننزح إليه في الوقت الحالي، وأن نصل إلى مرحلة لا نستطيع العيش في بيوتنا فهذه جريمة".

ويضيف "ساءت الأمور كثيرا مع سيطرة هيئة تحرير الشام على كل شيء في المدينة ومناطقها، فالسيارات والدراجات النارية المفخخة وحتى العبوات الناسفة انتشرت بشكل كبير في إدلب، نحن نريد أن نعلم من يقف وراء هذه العمليات ومن يمولها، وأن يتم ضبطهم ومحاسبتهم فأرواحنا وأرواح أطفالنا ليست لعبة بيد هؤلاء".