طلبة طب تونسيون يتوجهون لفرنسا وانتقادات بسبب "هجرة الأدمغة"

جدل بتونس حول "هجرة الأدمغة" بعد التحاق طلبة طب بمستشفيات فرنسية

23 ديسمبر 2019
مخاوف من استمرار هجرة الأدمغة (Getty)
+ الخط -
تمكّن 493 طالباً في اختصاصات طبية بكليات تونس، من الفوز في مناظرة مكافأة الشهادات الفرنسية، بما يمكنهم من الالتحاق بالمستشفيات هناك لمواصلة اختصاصاتهم الطبية، وسط مخاوف من عجز قطاع الصحة العمومي؛ بسبب الموجات المتزايدة لـهجرة الأطباء الشباب.

ورغم التفوق التونسي في المناظرات الفرنسية لمكافأة الشهادات في اختصاص الطب، إلا أنّ خبر نجاح الطلاب فجّر جدلاً واسعاً حول تواصل هجرة الكفاءات التونسية، وتفريط الدولة في أطرها العليا، بعد سنوات من الدراسة في المدارس والجامعات الحكومية.

واعتبر نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، أنّ توفّق طلاب تونسيين في مناظرات بالخارج دليل على نجاح المنظومة التعليمية في تونس، متهمين دولًا أجنبية بتسهيل "هجرة الأدمغة" للاستفادة منها بـ"صفر تكلفة".

ودعا النشطاء، الحكومة التونسية إلى تحسين ظروف عمل الأطباء الشباب وتثبيتهم في المستشفيات الحكومية، حتى يجد التونسيون من يعالجهم في المستقبل، محذرين من أن موجات هجرة الأطباء ستؤدي إلى عجز كبير في الإطار الطبي في القطاعين الحكومي والخاص.

وعلّقت الناشطة والكاتبة سلوى الشرفي على خبر نجاح أطباء شبان في مناظرة مكافأة الشهادات الفرنسية بالقول: "اليوم خسرنا 493 طبيباً وطبيبة هاجروا للخارج! نجحوا بنسبة 100% في مناظرة الشهادة في فرنسا!".


وأضافت: "طلبة الطب درسوا بأموال المجموعة الوطنية في المدارس الحكومية منذ سن السادسة وفي لمح البصر تختطفهم فرنسا، هذا اسمه قرصنة الأدمغة بمباركة الدولة! هذا فساد ما بعده فساد".

غير أنّ أحد الطلاب الناجحين في المناظرة الفرنسية، قال إنّ "الأطباء الشباب يُدفعون إلى الهجرة دون رغبة منهم، بل بسبب بيروقراطية وزارة الصحة وصعوبة ظروف العمل في المستشفيات الحكومية".

ودوّن الطالب أحمد الميلادي على الصفحة الرسمية لوزارة الصحة "برد وتعب...ألم
وحرقة..غصة...12 يوماً وأنا مرابط بوزارة الصحة أترقب ردّاً رسمياً يمكنني من العودة إلى العمل والتكوين في بلدي غير أن الردّ لم يأت"، وأضاف "الردّ لم يأت من سراديب الوزارة  بل أتت مكالمة هاتفية من طبيب زميل في فرنسا أعلمني أنني نجحت في مناظرة المعادلة الفرنسية، لم أعرف هل أفرح أم أحزن؟ ولا أدري من الخاسر أنا أو تونس. وختم تدوينته بوسم "بلادي أحق بي" في إشارة إلى رغبته في البقاء للعمل ببلده.


ومنذ ما يزيد عن الأسبوعين، دخل أطباء شباب، في اعتصام بمقرّ وزارة الصحة، للمطالبة بالمصادقة على تربّصات قاموا بها في الخارج، بموافقة الكليات التي ينتمون لها، وتمكين عدد منهم ممّن أتموا تكوينهم من العمل بالمستشفيات العمومية.


وقال عضو منظمة الأطباء الشبان أحمد مزيد، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "الأطباء المقيمين الذين يعتصمون بمقرّ وزارة الصحّة وعددهم 42 طبيباً تفوقوا في اجتياز مناظرة معادلة الشهادات الفرنسية ما يمكنهم من الالتحاق بالعمل في مستشفياتهم ومواصلة اختصاصاتهم الطبية هناك في ظروف جيدة وأجور مرتفعة".

وأفاد في السياق بأنّ "الأطباء الشباب يُدفعون نحو الهجرة لسوء ظروف العمل في المستشفيات الحكومية وتصلّب قوانين إجراء التربصات في الخارج"، منتقداً "بيروقراطية وزارة الصحة وسوء معاملتها لمن يمثلون مستقبل الطب في تونس".

وكانت منظمة الأطباء الشباب، قد أعلنت، في وقت سابق أنه تمّ منع 42 طبيباً مقيماً من مواصلة التكوين والعمل في صلب المستشفيات التونسية، بسبب عدم الموافقة على مطالبهم قبل خروجهم لإجراء تربّصات بالخارج، رغم عدم وجود نصّ قانوني يجبر الطالب على الحصول على موافقة مسبقة قبل إجراء تربص بالخارج، الأمر الذي قد يدفع بهؤلاء الأطباء إلى مغادرة البلاد والعمل في فرنسا، بعد نجاحهم في مناظرة معادلة الشهادة.

المساهمون