مطابخ في ساحة التحرير ببغداد لإطعام المتظاهرين مجاناً

مطابخ في ساحة التحرير ببغداد لإطعام المتظاهرين مجاناً

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
04 نوفمبر 2019
+ الخط -
داخل ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، تطوعت عراقيات من فئات عمرية مختلفة لإعداد الطعام وتوزيعه مجاناً على المتظاهرين من مختلف ألوان بلاد الرافدين وأطيافها، الذين وحّدهم شعار "نريد الوطن"، وهو ما دفع نشطاء وطلاب إلى إطلاق حملات تبرع لتمويل تلك المطابخ المجانية، في ظل مبيت آلاف المتظاهرين في الساحة وداخل مبنى المطعم التركي ونفق الباب الشرقي ومناطق أخرى.

وبشكل تطوعي، بادرت أمهات المتظاهرين وأخواتهم وغيرهن، بالقيام بالمهمة، سواء من خلال جلب الطعام من بيوتهن أو إعداده داخل الساحة، وتوزيعه مجاناً على الجميع، مع ابتسامة عريضة وبعبارات "هاك يمه" و"تفضل أخويه"، و"ألف عافية"، عند تقديم الوجبتين الرئيستين صباحاً وبعد العصر، بينما تتخللها وجبات سريعة، أو ما يعرف في العراق بـ"اللفات"، مثل الفلافل والشاورما أو قدور الرز والدولمة والهبيط العراقي.
حضور النساء أساسي وبارز في التظاهرات التي تشهدها ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، فقد اعتمد الرجال على الدعم اللوجستي من خلال النساء، بالإضافة إلى دور المرأة في الاحتجاج وتعبيرها عن مواقفها وآرائها.

تقول أم أحمد لـ"العربي الجديد": "أنا أمّ المتظاهرين، ومنذ خروج أبنائي في التظاهرات كنت أقوم بتجهيز وجبات من الطعام لهم، وما إن توسعت الاحتجاجات، حتى شاركتهم بالوقوف هنا في ساحة التحرير والقيام بتجهيز الخبز والطعام، وأخذت عهداً على نفسي بأن لا أعود أنا وأولادي إلى البيت حتى النصر".

توزيع الطعام على المتظاهرين مجاناً (العربي الجديد)

أما أم سما، فتقول لـ"العربي الجديد": "نحن هنا في ساحة العزّ والكرامة، نقوم بتجهيز الطعام لأبنائنا، وكلنا فداء للوطن ولأبنائنا الذين رفضوا الظلم، سنبقى هنا إلى أن ننتصر على الفاسدين".



من جهتها، تقول آية علي لـ"العربي الجديد": "أنا أعمل في الطبابة صباحاً لإسعاف إخواني المتظاهرين، وفي الظهيرة أحضر إلى السرادق المجهزة لإعداد الطعام وتجهيز الخبز والطعام مع أمي وأخواتي، وأعود بعدها إلى العمل في الطبابة".

وتضيف آية: لقد "باع أبي الدار التي نسكنها لمساندة المتظاهرين في الاحتجاجات، وهذه الخيمة هي دارنا اليوم نعد فيها الطعام للمحتجين، ولن نعود حتى نحصل على كل حقوقنا وطرد الفاسدين".

أما سما وسام، فتقول لـ"العربي الجديد": "تركت الدراسة من أول أيام الاحتجاجات، وحضرت إلى ساحة التحرير لمساندة المحتجين من خلال إعداد الطعام لإخواني المتظاهرين".

ذات صلة

الصورة
استدعت إدارة جامعة كولومبيا الشرطة بسرعة للتدخل ضد تظاهرات التضامن مع غزة (سبنسر بلات/ Getty)

مجتمع

يزداد التصعيد في الولايات المتحدة ضد احتجاجات الطلاب الجامعات الرافضين لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وشملت إغلاق أحرام جامعية واستدعاء الشرطة.
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
	 في طوكيو: "أوقفوا العدوان على غزة" (ديفيد موروي/ الأناضول)

منوعات

"وحيدا وبصمت"، هكذا يصف الياباني فوروساوا يوسوكي احتجاجه المتواصل على العدوان الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".