شهادات لأسرى فلسطينيين قاصرين تعرّضوا للتعذيب خلال الاعتقال والتّحقيق

شهادات لأسرى فلسطينيين قاصرين تعرّضوا للتعذيب خلال الاعتقال والتّحقيق

28 نوفمبر 2019
تعرّض قاصرون للتّعذيب خلال عمليات الاعتقال والتّحقيق معهم (Getty)
+ الخط -
وثّقت هيئة "شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، شهادات عدد من الأسرى القاصرين في سجني "عوفر" و"المسكوبية" الإسرائيليين، اعتقلتهم سلطات الاحتلال، أخيراً، وتعرّضوا للتّعذيب النفسي والجسدي، خلال عمليات الاعتقال والتّحقيق معهم.

ونقلت الهيئة، في بيان، اليوم الخميس، عن الأسير الفتى عمار زهران (17 عاماً)، من بلدة دير أبو مشعل غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، أنّ قوات الاحتلال داهمت منزله فجراً وهو نائم، واقتادته من فراشه وكبّلت يديه وعصبت عينيه، ونقلته في المركبة العسكرية، واحتجزته في نقطة عسكرية لمدّة ساعتين، ثمّ نقلته لمركز تحقيق "بيتح تكفا"، واحتجزته في زنزانة انفرادية لمدّة يوم كامل.

وأشار إلى أنّه خضع للتحقيق لساعات طويلة وهو مقيّد اليدين والقدمين، كما أنّ المحققين استخدموا الصّراخ والشّتم والتهديد بالعزل في محاولة لانتزاع الاعترافات منه، واستمرّ احتجازه في مركز التحقيق لمدّة 15 يوماً قبل نقله لسجن "عوفر".

كما تعرّض الفتى محمد خير الله حامد (17 عاماً)، من بلدة سلواد شرق رام الله، للسّياسة ذاتها في اقتياده من فراشه بعد تفجير بوابة منزله، واحتجازه في مستوطنة قريبة حتى ساعات الصّباح، ومن ثمّ إلى التحقيق.

فيما أفاد المعتقلون: مؤمن محمد العباسي (17 عاماً)، حاتم جبر العباسي (17 عاماً)، ومصعب محمود العباسي (16 عاماً)، من القدس، بأنهم تعرّضوا للتّعذيب الجسدي والنفسي داخل غرفة (4) في مركز توقيف وتحقيق "المسكوبية"، وهي غرفة لها تاريخ في تسجيل مختلف صنوف التّعذيب بحقّ المقدسيين، موضحين بأن محقّقي الاحتلال قاموا بإلقاء الشتائم عليهم وضربهم وهم مقيّدو الأيدي والأقدام.


وأكّدت هيئة الأسرى أنّ جميع القاصرين الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال يتعرّضون لشكل أو لعدّة أشكال من صنوف التّعذيب نفسياً وجسدياً خلال عمليات الاعتقال والتّحقيق وحتّى الاعتقال في السّجون.


في سياق آخر، تمكّنت محامية "مؤسسة الضمير" منى نداف، أمس الأربعاء، من زيارة الأسير أحمد زهران المضرب عن الطعام لليوم 68، والذي يقبع في "عيادة سجن الرملة"، بحسب ما أوردته المؤسسة على موقعها الإلكتروني.


وأكدت نداف أن زهران يعاني من دوخة وصداع يومياً خاصة في الصباح، وألم شديد في كافة مفاصل الجسم وفي منطقة الخصر والقدمين، وأنه لم يعد قادراً على الوقوف، بالإضافة إلى ألم في العيون وضعف الرؤية، وأنه لا ينام إلا ساعتين طوال الليل.

وفي اليوم الخامس والأربعين من الإضراب بدأ يتقيأ سائلاً مختلطاً بالدم عند شرب الماء، وهناك حرقة شديدة في البول، بالإضافة إلى أنّه خسر أكثر من 27 كيلوغرماً من وزنه.

يُذكر أنّ الأسير أحمد زهران تعرّض لضغوطات كثيرة من أجل فك إضرابه، فعندما كان في زنازين سجن النقب كان السجانون يأخذون فراشه من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة السادسة مساء، وخلال 15 يوما أمضاها في سجن النقب لم يستطع أن يستحم إلا مرة واحدة.

وحذرت "مؤسسة الضمير" من خطورة الوضع الصحي لزهران، بالإضافة إلى الأسير المضرب عن الطعام لليوم الـ66 مصعب الهندي، وطالبت المجتمع الدولي والدول الأعضاء الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بـ"الضغط على دولة الاحتلال لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي".