"موفمبر"

"موفمبر"

16 نوفمبر 2019
شارك وأطلق شاربَيك! (Getty)
+ الخط -

المكان: المعمورة.
الزمان: الجمعة في الأوّل من نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 حتى السبت في الثلاثين منه.
الحدث: موفمبر (Movember).

هذه ليست النسخة الأولى من الحدث العالميّ. المناسبة سنويّة وتتكرّر منذ عام 2004، علماً أنّ البداية كانت في أستراليا ونيوزيلندا قبل أن تتمدّد شيئاً فشيئاً وتبلغ العالميّة. بحسب القائمين على "موفمبر"، فإنّ حركتهم تتبنّى صحّة الرجل على نطاق شامل، ويؤكّدون "هدفنا واحد: الحدّ من وفاة الرجال مبكراً". ويأتي ذلك على خلفيّة ما جرى في عام 2003، عندما دعا صديقان في ملبورن الأستراليّة ثلاثين رجلاً إلى إطلاق شواربهم لمدّة ثلاثين يوماً في ما يشبه التحدّي بعد اختفاء تلك الموضة من البلاد، في ظلّ قلّة اهتمام الرجال بصحّتهم بالمقارنة مع النساء. حينها، أوضح الصديقان أنّ الهدف من ذلك لفت الأنظار إلى الأمراض التي تستهدف الرجل، من قبيل سرطان البروستات، بالإضافة إلى جمع المال من أجل أبحاث طبيّة ذات صلة. يُذكر أنّ الصديقَين، ويُدعيان ترايفيس غارون ولوك سلاتري، استلهما حملتهما من أخرى كانت تنظّمها والدة صديق مشترك لهما بغية جمع تبرّعات خاصة بسرطان الثدي.

عند الاطلاع على قائمة البلدان المنخرطة في حركة "موفمبر"، لا يمكن للواحد منّا العثور على اسم أيّ بلد عربيّ. هل هي مجرّد صدفة؟ لا يبدو الأمر كذلك، خصوصاً أنّ المشارَكة تتخطّى حدود أكثر من قارة. قد يكون ذلك مرتبطاً بالشاربَين تحديداً. من خلال إطلاق الشاربَين، تميّزت الحركة، في حين أنّ موضة الشوارب لم تندثر لدى العرب بمعظمهم. ربّما الأمر يقتصر على ذلك، وربّما يتخطّاه إلى ما هو أبعد فينطوي على مخاطر تهدّد الرجل بصحّته... وبحياته. الرجل العربيّ يُعَدّ فوق كلّ "شبهات المرض"، وهو ما تؤكّده بيانات ومشاهدات مختلفة تُظهر إهماله صحّته عموماً.




بالعودة إلى "موفمبر"، فإنّ حملة شهر نوفمبر/ تشرين الثاني لا تتمحور حول سرطان البروستات فحسب، بل تشمل أمراضاً أخرى تصيب الرجل، مثل سرطان الخصية، إلى جانب التركيز على الصحّة النفسيّة والوقاية من الانتحار. بالنسبة إلى الأمراض السرطانيّة، ثمّة فحوصات للكشف المبكر، تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى سرطان الثدي لدى النساء، غير أنّ الرجال ينكرون غالباً حاجتهم إلى ذلك. الواحد منهم، كلّ واحد منهم، هو "على يقين" بأنّه بمنأى عن أيّ مكروه صحيّ... كأنّما المرض لا يستهدف سوى الآخر. وإلى جانب ذلك الإيمان بأنّهم "محصّنون"، يبدو أنّ كثيرين هم الرجال الذين يخشون مراجعة طبيب... وهذا موضوع بحث يطول.

المساهمون