"كبد في علبة" لإبقائه حيّاً وزرعه

"كبد في علبة" لإبقائه حيّاً وزرعه

16 يناير 2019
إنقاذ عشرات الأرواح (Getty)
+ الخط -
وافقت خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا، على جهاز يمكن من إبقاء الكبد على قيد الحياة، ما يعني إنقاذ عشرات الأرواح كل عام، إلى جانب توفير المزيد من الأعضاء للزرع.

وقال كيفين هاريس، من المعهد الوطني للرعاية الصحية والتفوق (نيس)، إنّ الإجراء يوفر الأمل للمرضى الذين يحتاجون إلى زرع كبد. وأظهرت التجارب أن هذه الطريقة آمنة ويمكنها تقييم مدى كفاءة عمل الأكباد. بحسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز".

وتحاكي تقنية "كبد في علبة" الطريقة التي يمدّ بها الجسم الكبد بالأكسجين والمواد المغذية لإبقائه على قيد الحياة لفترة أطول خارج المتبرع. وهذا يمنح المزيد من الوقت لزراعته في جسد شخص مريض، ويمكّن الأطباء من التحقق من أنه يقوم بعمله قبل استخدامه.

وقد طلب من مراكز زرع الأعضاء في إنكلترا الاحتفاظ بقاعدة بيانات لاستخدام الإجراء للمساعدة في جمع الأدلة.

وقال داريوس ميرزا، أستاذ جراحة زرع الأعضاء في جامعة برمنغهام، الذي أجرى أبحاثًا على هذه التقنية: "أنا متأكد تمامًا من أننا نبحث عن مغير للعبة من شأنه تغيير الطريقة التي نمارس بها تخزين الأعضاء وزرعها".

وقال البروفيسور ميرزا، ​​إنّ صناديق الثلج المستخدمة الآن للحفاظ على الكبد على قيد الحياة تسمح للجهاز بالبقاء خارج الجسم لمدة تتراوح بين 6 و 12 ساعة فقط مقارنة بأكثر من يوم باستخدام جهاز التروية. وقدر أن أكثر من ثلث عمليات الزرع ستستفيد من هذه التقنية، لا سيما العدد المتزايد من المانحين الأكبر سنا والأكثر اعتدالا حيث كانت جودة العضو موضع شك.

وأضاف الأستاذ ميرزا ​​أن ما بين 150 و 200 كبد لا يستخدم كل عام و "يمكن استخدام نسبة كبيرة منها إذا عرف المرء أنها ستعمل. يمكنك أن تنقذ الأرواح وتحسن مستوى المعيشة". ويكلف الجهاز حوالي 5.000 جنيه إسترليني، لكن الأستاذ قال إن هذا سيكون استثمارًا جيدًا إذا أبقى الناس خارج العناية المركزة.

ويأمل الخبراء في أن تؤدي هذه التقنية إلى زيادة زراعة الكبد بنسبة تصل إلى 15 في المائة ويأملون أن الجهاز سيسمح لهم في نهاية المطاف بإصلاح الأجهزة المتضرّرة من خلال منحها الوقت والدعم المكثف للتعافي خارج الجسم.

وفي هذا الشأن يقول البروفسور ندي حكيم المتخصص في زراعة الأعضاء ببريطانيا لـ "العربي الجديد"، إنّ هذه التقنية كانت متوفرة منذ فترة من الزمن للكلى والرئة والبنكرياس والكبد. وهي تمنح الأمل وتعد بالكثير ومن المؤكد أنّها ستزيد من عدد زرع الأعضاء كونها لا تحافظ فقط عليها، بل تعمل على إصلاح المتضرر منها. إنها بالفعل تقدّم رائع في مجال زرع الأعضاء.


وارتفعت الوفيات الناجمة عن أمراض الكبد بنسبة 25 في المائة خلال عقد من الزمن، حيث ساهمت البدانة وتناول المشروبات الكحولية وغيرها في ذلك. وأجريت في العام الماضي 1،043 عملية زرع. ومع ذلك، فإن حوالي 200 مريض يموتون كل عام بسبب الافتقار إلى متبرعين مناسبين، وقد تتم مساعدة العديد منهم من خلال تقنية التروية الآلية.

دلالات

المساهمون