عسى أن تكون 2019 أفضل

عسى أن تكون 2019 أفضل

02 يناير 2019
أنتظر من 2019 أن تكون أفضل (موهاد صامويل سعيد)
+ الخط -

سنة جديدة بدأت، وسواء أكانت سنتك المنقضية جيدة أم سيئة، فمن الطبيعي أن تتمنى أن تعيش في السنة الجديدة أوضاعاً أفضل على أيّ مستوى كان. هكذا نفعل في كل عام، وهذا شأن محزن، لأنّه يعني أنّ أحوالنا لا تتغير كثيراً على الرغم من مرور السنوات.

على الرغم من كل الكوارث والمشكلات التي نعيشها، فإنّنا لا نملك إلا التفاؤل بالمستقبل وتمنّي الخير وانتظار الأفضل. وسواء أكان القادم أفضل أم أسوأ، فإن انتظار الأفضل يظلّ إحدى الغرائز التي يولد بها البشر، وربّما كان من بين أحد أبرز أسباب بقائهم على قيد الحياة على الرغم من كل الصعاب.

يحتفل ملايين البشر سنوياً بحلول العام الجديد، بينما أنا أحد الأشخاص الذين اعتادوا الاحتفال بنهاية السنة المنقضية، وتذكّر عشرات الآلاف الذين لقوا حتفهم فيها من جرّاء صراعات وحروب وجوع وأمراض، ومئات الآلاف من المصابين أو النازحين أو اللاجئين، فضلاً عن ضياع فرص الحصول على الحقوق الإنسانية على ملايين آخرين.

كعربي، لا يمكن القول إنّ 2018 كانت الأسوأ، وإن كانت سنة سيئة، وكعربي أنتظر من 2019 أن تكون أفضل لي ولغيري من العرب. ولأنّ الانفراجات غير متوقعة، للأسف، يمكننا دائماً تكرار أمنيات العام السابق أو العام الذي سبقه، فكلّها متشابهة.

يظنّ بعضنا أنّ العرب لا يستطيعون تغيير الواقع المزري الذي يقبعون فيه، والذي يمكن أن نرجعه إلى سنوات طوال من التفريط بحقوقنا وحريتنا وثرواتنا. لكنّنا في الحقيقة نملك، لو أردنا، أن ننتفض ضدّ هذا الواقع المفروض علينا، إمّا لتغييره وإمّا لحلحلته، أو على الأقلّ إعلان رفض استمراره.

لست من هؤلاء المفرطين بالتفاؤل الذين يروّجون قرب تغيّر قناعات ورهانات الشعوب العربية، لكنّني على الرغم من ذلك لا أفقد الأمل، وربّما الرهان على جيل قادم يتعلّم من أخطاء جيلنا الذي فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق ما كان يصبو إليه. ويمكن اعتبار انتفاض الشعب السوداني أخيراً، وقبله انتفاضة الأردن، مؤشراً إلى بقاء جذوة التغيير العربي مشتعلة.

شخصياً، ترتبط نهاية العام عندي بذكرى سيّئة، ففي ليلة رأس السنة قبل 21 سنة رحل والدي عن دنيانا بعد صراع مع المرض.




ربما كانت الذكريات الشخصية تافهة مقارنة بذكريات أكثر ألماً مرّت بآخرين في سورية أو اليمن أو ليبيا أو العراق أو فلسطين، وغيرها من بلاد العرب المنكوبة، لكنّها تظل نموذجاً على وقائع حزينة أو مأساوية نعيشها.

كعرب، لا نملك رفاهية اليأس أو القنوط من واقعنا، على الرغم من كل الذكريات الأليمة التي تركت ندوباً ظاهرة أو جروحاً غائرة في قلوبنا، وككل عام أكرر: عسى أن تكون السنة الجديدة سعيدة.

المساهمون