القطارات تصل إلى شمال وغرب العراق بعد سنوات التوقف

القطارات تصل إلى مدن شمال وغرب العراق لأول مرة منذ 5 سنوات

08 اغسطس 2018
استئناف حركة القطارات إلى مدن شمال العراق (فيسبوك)
+ الخط -

بعد أقل من أسبوع واحد على استئناف رحلات القطارات العراقية بين الفلوجة  وبغداد ومدن أخرى في غرب العراق، أعلنت وزارة النقل العراقية عن عودة خطوط السكك الحديدية إلى العمل مجدداً بين بغداد وتكريت ومدن أخرى في محافظة صلاح الدين، بعد نحو خمس سنوات على توقفها عقب اجتياح داعش لمدن شمال وغرب العراق.

وقالت الوزارة في بيان الأربعاء، إن العمل جار على عودة العمل إلى باقي خطوط السكك الحديدية في المدن المحررة بعد عمليات التأهيل والصيانة التي أخضعت لها القطارات وخطوط السكك الحديدية، والتي تعرضت لتخريب واسع خلال السنوات الماضية.

وينتظر عودة خط "بغداد- الموصل" قريباً إلى العمل، حيث يجري حالياً العمل على تأهيله، وأكد مسؤولون لـ"العربي الجديد"، أن "سعر التذكرة بين بغداد والموصل (550 كم) لن يتجاوز 5 آلاف دينار (4 دولارات)، في حين تبقى أسعار التذكرة من الفلوجة إلى بغداد (65 كم)، ومن تكريت إلى بغداد (120 كم) بنفس السعر، وهو ألفا دينار (دولار ونصف تقريباً)".

وقال المسؤول بالسكك الحديدية، ماجد الدليمي، إن "الأسبوع الماضي شهد انطلاق أول رحلة قطار من مدينة الفلوجة إلى العاصمة بغداد، بحضور رسمي، وهي أول رحلة بعد انقطاع دام سنوات". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "رحلات الدرجة العادية ودرجة رجال الأعمال أسعارها زهيدة مقارنة بغيرها من وسائل النقل، وهناك إقبال كبير من المواطنين عليها".

وكشف الدليمي أن "الرحلات ستتضمن نقل المسافرين والبضائع بين المدن، حيث ينطلق القطار في السابعة صباحاً ويعود بعد منتصف اليوم، لكن المواطنين يطالبون بتسيير أكثر من رحلة في اليوم، وهو ما نعمل عليه في الفترة القادمة".

واعتبر مواطنون أن عودة السكك الحديدية إلى العمل ستوفر للمسافرين الوقت والجهد، فضلاً عن رخص ثمن التذاكر مقارنة بالنقل بالسيارات. وقال فتاح الدوري، من أهالي تكريت، إن "عودة القطارات إلى العمل بعد سنوات من التوقف ستوفر لنا فرصة للتنقل بين المحافظات، والتخلص من الزحام المروري والإجراءات الأمنية المشددة في نقاط التفتيش في مداخل المدن".

وأضاف الدوري: "تذاكر السفر بالقطار رخيصة مقارنة بالسفر بسيارات الأجرة، ما يفيد الطلبة والموظفين والطبقات الفقيرة التي تحتاج إلى التنقل بين المحافظات لغرض العلاج أو مراجعة الدوائر والمؤسسات الرسمية أو زيارة أقاربهم".

ويقول عبد المجيد الجبوري، من أهالي الفلوجة، إن "نقاط التفتيش عند مداخل المدن تسبب تعباً شديداً للموظفين والطلبة والمواطنين بسبب الإجراءات الروتينية التي تجبرنا على الانتظار لساعات قبل السماح لنا بالمرور، بينما لا يمر القطار بمثل هذه الإجراءات. ثمن تذاكر القطار لا تتجاوز ألفي دينار، بينما السفر بالسيارة من الفلوجة إلى بغداد يكلف الراكب 10 آلاف دينار ذهاباً ومثلها إياباً، ولذلك فإن السفر بالقطار أكثر أمناً وأقل تكلفة".

وتعرضت السكك الحديدية في عموم العراق إلى أضرار كبيرة بعد احتلال البلاد عام 2003، بسبب عمليات النهب والتدمير نتيجة المعارك، ما أسفر عن توقفها حتى عام 2007، والذي شهد تسيير أول رحلة قطار بين بغداد والبصرة. كما تعرضت في محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين إلى أضرار كبيرة بعد اشتعال الصراع مع تنظيم داعش منتصف 2014.

ويعود تاريخ السكك الحديدية في العراق إلى عام 1869، حين أمر الوالي العثماني مدحت باشا بإنشاء شركة ترامواي بغداد– الكاظمية، فيما تشكلت أول سكة حديد عراقية عام 1916.