احتجاجات شعبية تلغي احتفالات فنية... والحكومة الجزائرية تعترض

احتجاجات شعبية تلغي احتفالات فنية... والحكومة الجزائرية تعترض

01 اغسطس 2018
احتجاجات ورقلة (فيسبوك)
+ الخط -

دفعت احتجاجات شعبية السلطات الجزائرية إلى إلغاء عدد من الحفلات الفنية في بعض الولايات، خاصة مناطق الجنوب، على خلفية مطالب السكان بتوجيه كلفة هذه الحفلات إلى مشاريع البنية التحتية.


وألغت السلطات حفلات كانت مقررة في مناطق وادي سوف والجلفة وبشار في اطار تظاهرة "لنفرج جزائريا"، والتي كان سيحييها مغنون جزائريون، بعد رفض الأهالي إقامتها في مناطقهم التي تعاني من مشكلات ندرة المياه وانقطاع التيار الكهربائي.

وفي مدينة عين مليلة (شرق)، دعا ناشطون السكان إلى رفض إقامة حفل فني، مطالبين بتوجيه كلفته لصالح مشاريع البنية التحتية المتهالكة في المدينة.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب نجاح سكان مدينة ورقلة، وهي عاصمة النفط في الجزائر، في إلغاء حفلين كان من المقرر أن يحييهما مغنون محليون، وطالب السكان المحتجون بتوجيه كلفة الحفلات الفنية لصالح إصلاح مستشفى المدينة.

وتعاني غالبية مدن الداخل في الجزائر، وخاصة في مناطق الجنوب، من تردي البنية التحتية وتفاقم مشكلات السكن والبطالة والصحة وسوء الخدمات، وتتعقد أوضاع هذه المناطق أكثر في فصل الصيف بفعل الحرارة المرتفعة، حيث يزيد استهلاك الكهرباء ما يؤدي إلى انقطاعات متتالية دفعت السكان إلى الاحتجاج في أكثر من منطقة.

وأزعجت الاحتجاجات الحكومة، فقال وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، في تصريح صحفي الليلة الماضية، إنه "ليس من حق أحد منع إقامة حفلات فنية مهما كانت الظروف والدواعي، خاصة في مناطق الجنوب التي لا تشهد حفلات فنية منذ 50 سنة".


وفي وقت سابق، انتقد رئيس الحكومة الجزائرية، أحمد اويحيى، احتجاج السكان على إقامة الحفلات الفنية لدواعٍ اجتماعية، وقال إن "البطالة موجودة في كل مناطق الجزائر، بما فيها العاصمة، وهي ليست حجة لإلغاء حفل ثقافي"، قبل أن يصف ذلك بأنه "شغب".

وأثارت الظاهرة نقاشا حادا بين النخب والناشطين، وعلق الكاتب مشري بن خليفة، أن "الحراك المطلبي هو دعوة من السكان للحكومة لإعادة ترتيب أولويات التنمية المحلية"، فيما اعتبرت الإعلامية حدة حزام، في مقال، أن "احتجاج السكان على إقامة الحفلات مؤشر على عودة التعصب كما كان في تسعينيات القرن الماضي".

المساهمون