من الجنوب إلى الشمال السوري...معاناة مهجري درعا والقنيطرة مستمرة

من الجنوب إلى الشمال السوري...معاناة مهجري درعا والقنيطرة مستمرة

23 يوليو 2018
دفعات المهجرين تصل إلى إدلب(تويتر)
+ الخط -


بعد وصولهم للشمال السوري، يواجه مهجرو القنيطرة ودرعا الذين يقارب عددهم ثمانية آلاف شخص حتى الآن مشاكل عدة أبرزها الطبابة والإغاثة. فالشمال السوري وصل إلى حالة من الإنهاك بعد استقباله أكثر من 110 آلاف مهجر من مناطق ريف حمص والغوطة الشرقية وجنوبي دمشق والقلمون الشرقي.

ويقول سعيد فارس (35 عاماً) المهجر من القنيطرة لـ "العربي الجديد"، "نحن نخوض تجربة التهجير والنزوح للمرة الثانية، خضناها سابقا بعد قدوم جدي ووالدي من منطقة الشدادي في الحسكة واستقرارنا في القنيطرة، ونعيشها الآن من جديد بعد وصولنا إلى إدلب".

ويضيف "الآن كل ما يهمنا هو الحصول على مأوى مؤقت لنا، خيمة أو بيت أو أي شيء نتخطى فيه هذه المرحلة الصعبة ريثما نتأقلم مع واقعنا الجديد، وبالنسبة للمنظمات تعاملت معنا بشكل جيد حتى الآن، وعملت على تقديم العديد من الأمور لنا منها الأغطية".

ويوضح كريم عزو لـ "لعربي الجديد" أنه حاليا يقيم في بيت بإدلب عند أصدقاء له، أصروا على قدومه منذ قراره الخروج من ريف درعا وتركه مدينة نوى. ويقول: "حتى الآن لم أضطر للبحث عن شيء وأصدقائي يؤمنون كل ما نحتاج إليه أنا وأطفالي، وفي الوقت الحالي أظن أننا جميعا تحت الصدمة فبين ليلة وضحاها خسرنا كل ما نملك، لذلك أفضل أن آخذ وقتا مستقطعا لإعادة التفكير بما جرى لنا وما يجري، وبعدها أرى كيف سأتعامل مع وجودي هنا في الشمال السوري".

ويشير عزو إلى أن الوضع بالنسبة للمهجرين ليس على أفضل حال، فهم يعانون كما عانى المهجرون من باقي المناطق مع وصولهم للشمال السوري، قائلا: "حالنا كحال من خرج من دوما وريف حمص الشمالي".

أما سميرة محمود (43 عاماً) التي تقيم في أحد مخيمات ريف إدلب فتقول: "الحال مشابه تماما للمخيم الذي كنت أقيم فيه قرب بلدة الرفيد في الجنوب عند الحدود مع الجولان المحتل، مع اختلاف أن الخدمات هنا أفضل كون المنظمات تساهم إلى حد كبير في تأمين مياه الشرب وغيرها من المستلزمات للناس المهجرين".

وتضيف سميرة لـ "العربي الجديد"، "أهم ما في الأمر أنه بإمكاننا الحصول على الغذاء وحليب الأطفال، وبعض الأدوية التي عانينا كثيرا في الفترة الأخيرة قبل خروجنا من صعوبة الحصول عليها، وهنا الكثير من أصحاب الخير يمدون لنا يد العون، وشاركونا موائدهم عند وصولنا مباشرة، وتقاسموا معنا حتى الخبز".

وتردف سميرة، "حالنا يشابه حال العديد من الناس، فكل النازحين من درعا والقنيطرة سواء يعانون مما نعانيه ويقاسون ما نقاسيه"، متمنية أن "نجد اهتماما أكبر من المنظمات ونعلم أن الضغط كبير عليهم لكننا أصحاب حاجة بالفعل، ولم يعد لدينا أي شيء".