الأكاديميون الكبار ليسوا أساتذة جيدين

الأكاديميون الكبار ليسوا أساتذة جيدين

07 يونيو 2018
هل هم راضون عنه؟ (Getty)
+ الخط -

قد يجد الطلاب الجامعيون أنفسهم في منتهى السعادة والفخر إذ يتسنى لهم تلقي الدروس والمحاضرات على يد كبار الباحثين ورواد الاختصاصات، لكنّهم لن يكونوا سعداء غالباً بالنتيجة، إذ كشفت دراسة هولندية أنّ هؤلاء الطلاب لا تتحسن علاماتهم إذا ما تلقوا دروسهم على يد هؤلاء الخبراء، بحسب موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" التعليمي المتخصص. والمفاجأة أنّ الدراسة توصلت إلى أنّ الطلاب يعتبرون هؤلاء الباحثين الأكفاء "أساتذة سيئين".


حللت الدراسة علامات آلاف الطلاب وتقييماتهم لأساتذتهم في جامعة "ماسترخت للتجارة والاقتصاد"، ثم صنفت الأساتذة تبعاً لسجلاتهم العلمية المنشورة. وتبين من خلال النتائج أنّ الأستاذ الذي يملك عدداً كبيراً من تلك السجلات المتنوعة ما بين أبحاث وأوراق ومقالات علمية في أرقى المجلات لم يترجم سجله الحافل علامات أفضل للطلاب، وبالتالي لم يتلقَّ تقييماً مرتفعاً منهم. لكنّ الاستثناء الوحيد كان لدى طلاب الماجستير الذين نالوا علامات جامعية أفضل لدى أساتذة من أصحاب المؤهلات العالية، ولو أنّ الدراسة توصلت إلى أنّ طلاب الماجستير لم يقدموا تقييماً جيداً لهؤلاء الأساتذة أيضاً. من جهتهم، قدم طلاب البكالوريوس تقييماً أقل من المعدل لأساتذتهم أصحاب السجل الحافل.

يقول رويل فان إلك من المكتب الهولندي لتحليل السياسات الاقتصادية، وهو أحد الباحثين المعدين للدراسة، إنّ الفريق لم يكن قادراً على إيجاد رابط ما بين الأكاديميين أصحاب السجل الحافل والتعليم ذي الجودة العالية، خصوصاً لدى طلاب البكالوريوس. يضيف أنّ تحديد هذه العلاقة بين قدرات الأساتذة البحثية والأداء التعليمي مهمة، إذ بإمكانها مساعدة الجامعات في توزيع مصادرها وكفاءاتها الأكاديمية بطرق مختلفة. على سبيل المثال، إذا طلب من الأكاديميين الكبار التعليم، فمن الأفضل تخصيص محاضراتهم لسنوات الماجستير حصراً.

ويتابع الدكتور فان إلك إنّ من المنطقي أن يستفيد طلاب الماجستير من هذا النوع من الأساتذة الخبراء في مجالاتهم: "دروس الماجستير أكثر تخصصاً في المجال الذي يبرع فيه الأساتذة، وفي المقابل، فإنّ طلاب الماجستير يملكون دوافع كبيرة للدرس ونيل العلامات المرتفعة. أما دروس البكالوريوس فهي عامة نسبياً".




أما عن التقييم السلبي الذي قدمه طلاب الماجستير لأساتذتهم الكبار بالرغم من نيلهم علامات مرتفعة، يقول فان إلك: "يبدو أنّ هذين المعيارين لا يسيران معاً" وربما ينظر الطلاب في تقييمهم لأساتذتهم في معايير أخرى غير العلامات، من قبيل صفاتهم الشخصية على سبيل المثال.

دلالات

المساهمون