أفاعٍ وعقارب تحاصر نازحي درعا على حدود الأردن

أفاعٍ وعقارب تحاصر نازحي درعا على حدود الأردن والأطفال بلا حليب وأدوية

30 يونيو 2018
يأملون السماح لهم بدخول الأردن (تويتر)
+ الخط -


أوضاع إنسانية صعبة يعاني منها النازحون الفارّون من ويلات قصف النظام والطائرات الحربية الروسية على بلداتهم. وتزداد سوءاً مع استمرار تدفق المزيد منهم باتجاه ريف درعا الجنوبي، على الشريط الحدودي الفاصل بين سورية والأردن.

وتلاحق النازحين إلى المنطقة مخاوف استهدافهم من قبل الطائرات الحربية، كما حدث في منطقة معبر نصيب الحدودي. وقال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد بن الحسين، في وقت سابق، إن المدنيين في محافظة درعا ربما يتعرضون للحصار على غرار الغوطة الشرقية.

مناشدات ونداءات استغاثة يطلقها النازحون، ومن بينهم رانيا الحمدان (34 عاماً) التي دعت دول العالم إلى التدخل، وإيقاف المأساة التي يعيشها النازحون من بلدات درعا على حدود الأردن.

وتقول "رانيا" لـ"العربي الجديد": "فقدنا الأمل في الدخول إلى الأردن، لكن نناشد العالم والدول العربية بإنشاء منطقة آمنة هنا ومنع الطائرات الروسية من قصفنا فيها، منطقة تحمينا نحن النساء وتحمي الأطفال، حتى لا يقترب النظام وينتهك الأعراض ويقتل صغارنا". وتضيف رانيا: "لم يعد لدينا حليب للأطفال هنا ولا أدوية، وأغلب النقاط الطبية والمشافي الميدانية في المناطق التي لم يصل إليها النظام قصفتها الطائرات، كيف سنحصل على الأدوية للأطفال لا ندري؟".

أما النازح من بلدة الكرك عيسى حوراني، فيوضح أنه أحضر جراره الزراعي وصهريجاً لنقل الماء عند خروجه من البلدة، ورافقه أحد أولاده بالسيارة التي نقل فيها كل ما يمكن حمله من مؤن وفرش من البيت.

ويقول حوراني لـ"لعربي الجديد": "كل يوم نقضيه هنا تزداد الأمور سوءاً، أصيب العديد من الصبية بضربات شمس وأمراض بسبب الحرّ، كما تنتشر الأفاعي والعقارب في المنطقة بكثرة، ولا توجد أي أدوية لدى الأهالي أو نقاط طبية تتعامل مع مثل تلك الحوادث".

ضربات شمس ولدغات عقارب تصيبهم وهم في العراء (تويتر) 


ويتابع "نراقب على الدوام الجنود الأردنيين وهم يتوزعون على طول الشريط الحدودي، عسى تفتح الحدود في وجهنا. في بعض الأحيان يجتمع بعض الشبان ويصرخون ويهتفون مطالبين إياهم بفتح الحدود، وأذكر عندما قدمت المساعدات بالرافعة للنازحين في مخيم الركبان، أتمنى أن يحدث هذا هنا، وأن تقدم لنا المساعدات ولا نقع تحت رحمة الجوع والعطش". ويضيف حوراني "أحض أبنائي على مساعدة الناس هنا بالحصول على مياه الشرب، كوني أحضرت الجرار الذي أمتلكه لهذه الحاجة، فاليوم يجب أن نقف إلى جانب بعضنا البعض".

وتختلط المشاعر لدى طيّب أبو نضال (64 عاماً)، ويقول لـ "العربي الجديد": "لم أعد أعرف ما الذي يحدث لنا اليوم، أبكي على حالنا أم ماذا أفعل، لا أعلم، تخلى الجميع عنا، وما نحن فيه يجعل الحليم حيران. أفكر في أن المقبل قد يكون أشد سوءاً مما نمر به الآن، أو قد يحدث شيء يخرجنا من محنتنا الصعبة".
نزوح بلا مأوى بديل (تويتر) 


وتشير وردة، وهي أم لأربعة أطفال، إلى أن الناس هنا لا تنام من شدة الخوف. وتقول لـ "العربي الجديد": "هل النساء والأطفال إرهابيون؟ ما ذنب الأطفال أن يحدث بهم هذا، ندعو الله على الدوام أن يخلصنا مما نحن فيه". وتتابع "نطلب من أصحاب الضمير الحيّ السعي لتخفيف قصف الطائرات ليدفن من مات بسلام، هدف هذه الطائرات الأطفال وكبار السن والمرضى، والنظام جبان لا يمكن أن يقاتل أبناءنا رجلاً لرجل".

خوف من الآتي (فرانس برس) 

وتضيف أم محمد: "نتوسم خيراً بالحكومة الأردنية أن تقدم لنا المساعدات، أو تفتح الحدود لنا، كما نرجو من أقاربنا هنا التحرك للوقوف معنا ومساعدتنا".

وتشير تقارير محلية إلى أن عدد النازحين الذين وصلوا إلى الشريط الحدودي مع الأردن، تجاوز الـ 120 ألفاً، وهم موزعون، إما في مخيمات صغيرة وإما عشوائياً على طول الحدود.