لا تراويح في رمضان رفح والشيخ زويد

لا تراويح في رمضان رفح والشيخ زويد

04 يونيو 2018
مشهد لن يراه أهالي رفح والشيخ زويد (العربي الجديد)
+ الخط -
يكاد أبو محمد المنيعي أن يبكي وهو يتحدث عن افتقاده صلاة التراويح هذا العام، على خلفية المنع الذي فرضته قوات الجيش المصري على سكان مدينتَي الشيخ زويد ورفح - تبقى منها بعض القرى غير مهجرة - في ما يخصّ أداء صلاة العشاء والتراويح وصلاة الفجر، وذلك من ضمن إجراءات حالة الطوارئ التي تفرض حظر التجوّل قبل ساعات من المغرب.

يقول المنيعي لـ"العربي الجديد" إنّ "أجمل مظاهر رمضان تتمثّل في أداء صلاة العشاء والتراويح بعد تناول طعام الإفطار وكذلك أداء صلاة الفجر بعد تناول السحور، وهذا ما حُرمنا منه بصورة كاملة هذا العام". بذلك، تلحق قريته الواقعة غرب مدينة الشيخ زويد بعشرات القرى التابعة لمدينته ولمدينة رفح والمحرومة من ذلك منذ سنوات، الأمر الذي كان يضطر عدداً من سكانها إلى الاتجاه صوب مدينة العريش التي يبدأ فيها حظر التجوّل متأخراً بالمقارنة مع المدينتَين المذكورتَين. يضيف المنيعي أنّ "حرماننا من الصلاة في المسجد وسماع صوت الأذان يضاف إلى أمور أخرى حرمنا منها في رمضان، مثل موائد الإفطار الجماعية وجلسات ما بعد التراويح في الدواوين والزيارات العائلية بين الأقارب، عدا عن انعدام حالة التكافل الاجتماعي بين العائلات في ظل الحصار المستمر على مناطق واسعة من شمال سيناء منذ بدء العملية العسكرية الشاملة".




ويأتي هذا التضييق على المواطنين في شهر رمضان، في الوقت الذي اتهمت فيه منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية الجيش المصري بتكثيف هدم المنازل في سيناء، مؤكدة أنّ "الجيش تمادى في أعمال هدم المنازل والمباني التجارية في شمال سيناء ضمن حملته العسكرية ضد داعش". ووثقت المنظمة "هدم ما لا يقل عن ثلاثة آلاف بيت ومبنى تجاري، فضلاً عن 600 مبنى تمّ هدمها في يناير/ كانون الثاني"، مبيّنة أنّها "الحملة الكبرى من نوعها منذ بدء الجيش رسمياً أعمال الإخلاء في 2014".

أما في القرى المتبقية التابعة لمدينة رفح، فإنّ بدء سريان حظر التجوّل قبل حلول المغرب، يدفع مئات المواطنين إلى البحث عن بدائل لمعرفة وقت الإفطار، خصوصاً في ظلّ عدم توفر شبكات إنترنت واتصالات هناك، وكذلك انقطاع تام في التيار الكهربائي منذ بدء العملية العسكرية الشاملة في التاسع من فبراير/ شباط الماضي.

زهدي سلمان من سكان المدينة، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "قوات الجيش المتمركزة في الكمائن (الحواجز الأمنية) المحيطة بالمدينة وفي داخلها، تطلق النار في الهواء عند موعد الإفطار، لإبلاغ بعضهم البعض بأنّه في إمكانهم تناول الإفطار مع حلول المغرب. هكذا يعرف بعضنا أنّ وقت الإفطار قد حان. أمّا آخرون فيعتمدون على غروب الشمس لمعرفة ذلك، إذ إنّ الأذان لا يُرفع في المساجد المتبقية جنوبيّ مدينة رفح مع حظر التجوّل وإطلاق النار عشوائياً خلال ساعات المساء". يضيف سلمان أنّ "صلاتَي التراويح والفجر راحتا تغيبان شيئاً فشيئاً عن مدينة رفح منذ خمسة أعوام، في ظل فرض حالة الطوارئ التي يرافقها حظر تجوّل. لكنّ الصلوات تغيب عن معظم مناطقها اليوم، بعد تدمير الجيش المصري كل الأحياء والقرى الواقعة ضمن نطاق الكيلومترات الخمسة انطلاقاً من الشريط الحدودي مع قطاع غزّة، وامتداداً في عمق الأراضي المصرية. ومعها، جرى تجريف المنازل أو قصفها من قبل الطيران الحربي، الأمر الذي حرم المواطنين من أداء الصلوات".

تجدر الإشارة إلى أنّ الجيش المصري أكد مواصلة العملية العسكرية الشاملة من خلال بيان أصدره قبل أيام وحمل رقم 23، ولفت فيه إلى نتائج العملية العسكرية الشاملة، الأمر الذي يعني أنّ الوضع الأمني الراهن في سيناء سوف يستمر لفترة أطول ممّا كان يتوقع أهالي سيناء والمتابعون لشؤونها، ومعها سوف تزداد الظروف المعيشية صعوبة.




ظروف معيشية صعبة
تحت عنوان "العملية الشاملة - سيناء 2018"، أطلق الجيش المصري عمليته العسكرية الموسّعة في محافظة شمال سيناء في التاسع من فبراير/ شباط الماضي، الأمر الذي يضيّق الخناق على سكان المنطقة بطريقة غير مسبوقة. وتسوء الظروف المعيشية، لا سيّما في مدينتَي الشيخ زويد ورفح وقراهما، ما يجعل رمضان هذا العام الأصعب في تاريخ المحافظة كلها. لكنّ الأمل يبقى بأن تتغير الظروف في الأعوام المقبلة.