آلاف المهجرين إلى عفرين يبحثون عن سكن وعمل

آلاف السوريين المهجرين إلى عفرين يبحثون عن سكن وعمل

01 مايو 2018
سوريون في مخيم نازحين في عفرين (محمد عبد الله/الأناضول)
+ الخط -

وصل آلاف السوريين من ريف دمشق إلى ريف حلب بعد رحلة تهجير قاسية، ليجدوا المنطقة تغص بالمهجرين والنازحين ولا يمكنها استيعابهم، فتقرر نقلهم إلى منطقة عفرين، وهناك اكتشفوا نزوح كثير من أهل المنطقة خلال المعارك التي انتهت بسيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا عليها مؤخرا، تاركين وراءهم منازل خالية بعضها يصلح للسكن.

لكن المهجرين يشكون من صعوبات كثيرة في المنطقة بسبب عدم وجود جهات إدارة تتولى تنظيم الحياة، فضلا عن غياب المنظمات المدنية التي يمكن أن تساعدهم على الاستقرار واستئناف حياتهم من جديد.

يقول الناشط الإعلامي المهجر من القلمون الشرقي، وسام الدمشقي، والمقيم اليوم في عفرين، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك صعوبة كبيرة في إيجاد منزل في عفرين، فرغم وجود كثير من المنازل الخالية لا يوجد جهة رسمية تنسق سكن المهجرين. ما زال المجلس المحلي يعمل على تشكيل كوادره قبل أن يستطيع ممارسة عمله".
ولفت الدمشقي إلى أن "لا يمكن أن نقول عن المنطقة إنها مستقرة. يوجد العديد من الفصائل التي تتقاسم مسؤولية حفظ الأمن بحسب القطاعات الجغرافية، وما زال هناك مخاوف من وجود خلايا لقوات سورية الديمقراطية".

وأضاف: "استغرقت أنا وعائلتي 5 أيام من البحث حتى تعرفنا على شخص من أهل المنطقة سلمنا منزلا لنسكنه. هناك بيوت متاحة للإيجار، لكن الصعوبة في أن تصل إلى المؤجر. حرصت على عدم السكن في قرية، لأن القرى في المجمل ليس بها خدمات، كما أن السكن في المخيم لا يمنح شعورا بالاستقرار رغم أنه يضم الخدمات، لكنه يبقى عبارة عن خيمة، لذا تجد كثيرا من العائلات تبحث عن منازل لتستقر بها".
وقال مصطفى، المهجر من ريف دمشق إلى القلمون، لـ"العربي الجديد": "يوجد حركة كبيرة، خصوصا أن أغلب أهل الغوطة وريف دمشق سكنوا قلب عفرين، لكن ما زال التنقل أمرا صعبا، فهو يحتاج أن يكون لدى الشخص تصريح إذا كان يريد أن يستقر".

ولفت إلى أنه لا يوجد اختلاط كبير بين المهجرين والأهالي، "لم ألحظ وجود حساسيات واضحة، فالأهالي تقبلوا الواقع، والمهجرون ليس لديهم خيارات، لكن الاندماج بحاجة إلى استقرار أمني، خاصة أن هناك تصرفات فردية قد تسبب إساءات جماعية".

وأضاف أن "فرص العمل تكاد تكون معدومة، وخاصة للمهجرين، في حين لا يوجد منظمات أو هيئات مدنية تشتغل على الأمر، ما يدفع العائلات إلى الاقتصاد بما يتوفر لديها من مواد غذائية أو مال لحين إيجاد أحد أفرادها عملا".
يشار إلى أن عشرات آلاف المهجرين تم نقلهم من ريف دمشق، في أعقاب رفضهم تسوية أوضاعهم مع النظام إلى ريف حلب الشمالي، والذي يعاني من اختناق سكاني وانتشار البطالة بسبب كثافة النزوح والتهجير إليه من بقية المناطق السورية.

المساهمون